آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

تطبيق غامر... لمن يفهم الرياضيات!

تلقت سكرتارية رئيس المجلس الجمهوري، القاضي عبدالرحمن الإرياني، في العشرين من أغسطس 1968م، إشارة من قائد سلاح المدفعية، الرائد حمود ناجي سعيد، مفادها: "إن لم يتراجع الفريق العمري عن قراراته وأوامره الأخيرة، بحصوص التعيينات في المناصب العسكرية؛ فإن صنعاء ستكون عرضة لنيران المدفعية"...!!

استشاظ القاضي غضبا، وأبلغ العمري بالمضمون؛ فكان قرار المواجهة حاضرا لدى الفريق العمري، وبعدها اقتيد خطفا قائد المدفعية، وترك القاضي الإرياني صنعاء إلى تعز، كما تعود عند كل طلقة بندقية "وهوى مُتّبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه" وغادر معه بعض أعضاء المجلس الجمهوري، ثم قتل إثر ذلك، الرائد محمد صالح فرحان الشرعبي، قائد سلاح المشاة، وهو على الرشاش، في معركة ضارية في العرضي وحي الصعدي(وزارة الدفاع حاليا)، ودخلت القبائل صنعاء، واحتدم الصراع عنيفا، في 23، 24 أغسطس، فقُتل من قتل، وسُجن من سجن، ورُحِّل إلى الجزائر من رُحّل!!

مات حلم الضباط الصغار، وعشاق التغيير والمدنية، وخُنق المولود غضا طريا، وتربع على الكرسي، كبار الضباط، والشيوخ، والإقطاعيون، والبرجوازيون، والعائدون من رجال ولي العهد "محمد البدر"، وذلك بعد مباركة الرياض ورغبتها الجامحة في بلوغ هذه النهاية!!

ثم بعدها، تخلص الرئيس الإرياني من الفريق العمري، الذي تحول إلى شبح مرعب، وغصة فضيعة، في حلق الجميع، وقد جاء فرج الخلاص، مثل كل سانحة يُرزق بها كل حاكم، ولو كان الحاكم ظالما (والله أعلم بالنوايا) وذلك عندما أجمع المتضجرون من الفريق، أنه وراء مقتل المصور الصحافي محمد الحرازي، بل قيل أنه ذاته هو من قتله بيده، في قضية مدوية، لهجت بها ألسن الصبايا والصبية في كل أرجاء اليمن، لأنها كانت تشبه تلك القضايا التي تنشر في صفحة الحوادث في بعض الجرائد !!

ورحل العمري إلى القاهرة تحت مسمى "إجراء بعض الفحوصات الطبية العاجلة" وهو يعلم أن لا عودة له إلى كرسي القائد العام للقوات المسلحة، وراح يتأمل خاتمته، وينصت لكل واقعة تجري في اليمن الجمهوري، وقد خلى لجماعة الفوضى ميدان الفيد، فاقتطفوا كل ثمر يانع، حتى أجدبت الأرض، وأصبحت اليمن بعدهم كالصريم، دون أن يتنادوا مصبحين، لأنهم؛ هم من فعلوا ذلك.

شكرا ، للخَلَف "إبراهيم"؛ أبو نشوان؛ ولكن وقتك كان قصيرا، وأحسب إنْ طال بك الأجل؛ لكان أهل "ثلا " في عهدك، مثل "أهل سنحان" اليوم، على كل كرسي مُدرٍّ ودوار، وفي كل ثكنة، وثغر، وحقل زيت؛ والشاهد على قولي هذا؛ أخوك عبدالله، قائد قوات العمالقة، رحمه الله، ورحمك معه!!

وهنا، أوجه إشارة قصيرة إلى أبينا "عبدربه هادي": أرجوك يا ريّس، غاية الرجاء، باسم كل قلق على هذا الوطن، وباسم من استُودِعنا هذا التراب أمانة لهم؛ الأجيال القادمة، أن لا تسِرْ على خطى سلفك، وسلف سلفك، فأدنى؛ حتى لا يتكرر المشهد، وحتى لا يرهقك التاريخ ذما وتعريضا.

زر الذهاب إلى الأعلى