آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

عودة صالح مخرباً على اليمن؟!

ظهر علي عبدالله صالح في صنعاء ولكن هذه المرة كمخرب ورئيس صدىء لحزب المؤتمر العام الحاكم لا كديكتاتور اقتلعته ثورة الشعب. كان واضحاً ان ما قاله في خطابه السمج والوقح في مؤتمر الحزب هدفه اولاً التخريب على مسار حركة التغيير في اليمن، وثانياً التشويش على مؤتمر الدول المانحة الذي سبق ان أقرّ في الرياض دعماً للوضع الاقتصادي اليمني قيمته 6,4 مليار دولار.

لهذا يتساءل البعض: هل كان يفترض في دول مجلس التعاون الخليجي ان تتغاضى عن الازمة الدامية التي عصفت باليمن وان تترك صالح يغرق البلاد في الدماء والمآسي ويجعل منها بؤرة للارهاب تهدد المنطقة كلها، بعدما كان قد حكمها لمدة 42 عاماً من الفساد والسرقة وجعل الدولة مزرعة له ولأفراد أسرته؟

بدا السؤال ضرورياً بعد قراءة الخطاب الغليظ الذي ينم عن طوية تخريبية لدى صالح الذي تبلغ به الوقاحة درجة التباهي بالقول انه الحاكم الفعلي لليمن، رغم الحل السلمي الذي انجزته دول الخليج رأفة باليمن واليمنيين وانتشل البلد من حمام دم لم يكن لينتهي إلا بحروب اهلية لا تنتهي.

كان يفترض في صالح ان يذهب إلى النسيان أو إلى مزبلة التاريخ كما يقال عادة، ولكن ها هو بكل فظاظة ومجون سياسي يقف امام احتفال باهظ التكاليف في بلد الجوع والعوز نظمه حزب المؤتمر العام، ليوزع الاتهامات في كل الاتجاهات تقريبا، ربما لهذا كان من الطبيعي ان يغيب الرئيس عبد ربه هادي منصور الذي يشغل منصب النائب الاول والامين العام لهذا الحزب الذي يصر صالح على التمسك برئاسته ليخربه في النهاية كما خرب اليمن!

بكل فظاظة أنكر صالح انه تنحى امام ثورة الشعب على حكمه القراقوشي، وبكل وقاحة اتهم حكومة الوفاق الوطني بالفشل، كما اتهم اللجنة العسكرية التي الفتها المبادرة الخليجية بمحاولة اضعاف الجيش، لمجرد انها تريد تنظيمه وفق قواعد تلغي وصايته العائلية عليه... وبكل حقد واضح اتهم الدوحة بالتآمر عليه، وكل ما فعلته قطر كان لدعم الثورة ضد ديكتاتوريته في اطار سياستها المعلنة دعم حركة التغيير و”الربيع العربي”، وبلغ به الكذب حد القول ان الدعم القطري يرمي إلى نشر الفوضى في اليمن في حين ان هذا الدعم كان هدفه دعم التغيير وانتشال اليمن من حمامات الدم التي كان صالح يريد ان يدفعها اليها.

بدا صالح مثيراً للشفقة عندما قال ان الدوحة دعمت الوحدة اليمنية في حرب الانفصال عام 1994 “ليس حباً باليمنيين بل في اطار المكايدة السياسية وان لديها مالا لا تعلم اين تذهب به سوى تمويل الفتن”، ولكأن دعم وحدة اليمن سابقاً ومؤازرة الثورة ضد حكمه القراقوشي من الفتن!

زر الذهاب إلى الأعلى