سمعنا عن تعويض صحيفة الأيام بـ47 مليون دولار جراء توقيفها من قبل نظام صالح منذ العام 2009.. والتعويض أمر إيجابي نباركه، شرط أن نلمس عدلاً في التعويضات وموضوعية في أولوية القضايا.. إذ كيف تم المقارنة والربط بين ازمة بلاد وأزمة صحيفة، وبين حاجة الناس إلى بلاد ودولة ترعى مصالح أكثر من 25 مليون يمني وبين حاجة البعض إلى قراءة صحيفة.. وماذا سيحصل لليمنيين عندما تعود صحيفة الأيام؟.. هل سنتحول إلى دولة صناعية وتنخفض أسعار السلع الغذائية، وترتفع الميليشيات المسلحة من المدن؟
الشعب اليمني خسر مليارات الدولارات جراء علي عبدالله صالح وقرارته والمؤسسات والصحف خسرت الكثير والكثير.. ونحن في المواقع الإخبارية الالكترونية مثلاً، تعرضنا للجحب من داخل اليمن لأكثر من عام.. كما أن الكهرباء والأنابيب النفطية التي قام نظام صالح بتفجيرها، وما خلفته من أزمة وأوضاع صعبة أدت إلى تأثر العمل وتراجعه فترة الأزمة وما بعدها.. وكذلك العشرات من المواقع والصحف المستقلة التي تأثرت أو توقفت.. وأعتقد أنكم سمعتم عن التقارير التي كانت قد حذرت من انقراض الصحافة المستقلة في اليمن جراء الأزمة.. ولم نجد بنداً.. مع أن مبلغ تعويض جميع الصحف اليمنية لا يحتاج حتى إلى نصف تعويض صحيفة الأيام..
وهنا نخاطب الأخت أمل الباشا باعتبارها ناشطة في مجال الحقوق، وقد اعتبر أحد الزملاء عندما سألته أنا عن الـ20 النقطة التي قدمتها اللجنة التحضيرية للحوار، وحلت صحيفة "الأيام" كأحد أهم 20 عنواناً شخصت بها اللجنة أزمة اليمن.. اعتبر هذا الزميل الصحفي أن تلك النقاط عبارة عن مقال لأمل الباشا تم تقسيمه إلى بنود..
شعبٌ يئن وخسارات بالمليارات للشركات والمواطنين والمدن، وتحل صحيفة الأيام كنقطة لابد منها قبل الدخول في الحوار ووضع الدستور، وشكراً ولكن ليس على حساب الشعب ومن خزينة الدولة.. وهذا هو قمة العبث الذي يجري.. ويجعل من لجنتكم وحواركم عبارة عن مضيعة للوقت وسبب آخر للدماء وسينفض بكم الشعب في الوقت المناسب..
ماذا يقول عبدربه منصور هادي عن مؤتمر حوار يتم التحضير له في صنعاء ويتحكم به إماميون، ومؤتمر حوار وطني لـ"شعب الجنوب" يتم التحضير له في عدن ويرأسه تحضيره محمد علي أحمد وإماميون من نوع آخر.. أي حوار هذا يا جمال بن عمر الذي تدعو إليه.. وما صحة أن النتائج موضوعة سلفاً والأعضاء التحضيريين تم اختيارهم بعناية من السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين.. وكيف تم تذويب اليمن إلى تلك الدرجة.. بحيث تدخل الثورة والمشترك والإصلاح والاشتراكي والناصري بـ3 أعضاء.. ويدخل الحوثي بـ5 أعضاء بطرق مباشرة وغير مباشرة..
إن ما يجري الآن من لعب بالوحدة الوطنية وتواطؤ مع القوى المعادية ويتم تسويقه بعبارات براقة هو لعب بالنار، لن يحل مشكلة في اليمن بقدر ما سيشعلها على رؤوس هؤلاء الذين يتواطأون ويعملون لأجل المشاريع الصغيرة وينافقون في ملفات لا تقبل إلا العدل..
عبث ما تقومون به ونعاهد الله وهذا الوطن أننا سنكون بالمرصاد لهذا المؤتمر وهذه المؤامرة ما لم يعلن عن أسس وقواعد ثابتة ترعى المصلحة العليا للوطن ووحدته وبناء دولته قبل إرضاء أي طرف متمرد.. وسواد الشعب الأعظم الذي تعتقدونه نائماً إذا شعر باستهانة بحقوقه ورعاية لأعدائه المتمردين على الوطن والذين لا يرفعون الأعلام الوطنية، سوف يصبح مارداً شرساً بين لحظة وضحاها ولا يضره أن يقدم أفواج الشهداء ليتخلص ممن حاولوا سرقة ثورته، وتحويلها من ثورة على الظلم والفساد ومن أجل بناء دولة العدالة والحرية إلى فرصة لتصعد المشاريع الصغيرة والعنصرية وتحصل أوهامها الخبيثة بتمزيق البلاد.. سوف تأتيه قوة من أعماق الكبرياء وجراح السنين ويجتث الحوثيين والانفصاليين.. وسيكون على ما تبقى منكم حينها تذويب المبادرة الخليجية وآلية بن عمر بين الماء وشربها.. وسيكتب الشعب دستوره بيده بدلاً عن هؤلاء..
نقول هذا لأن لا شيء يقنعنا إلى الآن بما يجري حالياً... ولست واثقاً من أن الرئيس عبدربه منصور هادي عندما قال إن اليمن تجاوز أصعب أزماته كان دقيقاً.. إذ لا احد يجزم أين نحن الآن بالضبط، إذا كان الإماميون والانفصاليون ومن حالفهم يعبثون يميناً ويساراً بالبلاد.. وهناك لجنة تحضيرية للحوار في صنعاء وأخرى في عدن.. كيف نجزم أننا قد تجاوزنا الأوضاع الخطرة..