آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إلى الغاضبين من الفيلم المسيء: اكبروا قليلاً!

للإمانة: الفيلم تافه. المادة تافهة.. الإخراج تافه، الممثلون تافهون، كل شيء تافه. ونحن أتفه منهم جميعاً. ضحكتُُ عليهم..
والأدهى أني ضحكتُ عليكم.. وقلقتُُ عليكم في نفس الوقت!!

لو قرأ أحدكم دلائل النبوة للجاحظ؛ لسكتَ عمن أساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم!
الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أيامه الأولى وإلى يوم القيامة سيظل يُساءُ إليه.. من العالم كله.. ومنا نحن!!

يقدم الجاحظ في (دلائل النبوة) ما يمكن أن يكون مقاربة - لا مقارنة - لما أنتم فيه من القلق - والغضب الجاهل بمعاني الغضب -على أنظف، وأنقى، وأطهر، وأطيب، وأرق، وأخلق مخلوق في الدنيا.

لا بأسََ إِذِنْ حين يقول الجاحظ : " أوكيه.. إذا كان محمد كاذبا، ومدعيا، وسيئاً فلماذا إذن يُشغَلُ الكبار - بافتراض أنهم كبار - بالصغار من الناس!".. يعني إذا كان كاذبا ومدعيا وسيئا "ليش شاغل نفسك فيه".

**
منذ أيامه الأولى من الوحي والدعوة وبناء الإنسان والدولة معاًً.. كان محمد الثائر العربي الأول، وهو يواجه الإساءات بالهدوء، والتروى، ورباطة الجأش، والعقل الصامد المصمم على تحقيق ما ابتعث من أجله!

هدف أمامه يجب أن يحققه ويسعى إليه غير منشغل بمن يُسِيء إليه. أودع ما كنته الإعلامية - the media outlet - هي التي تؤدي دورها - حسان ابن ثابت.

وكم من مرة يمنع عمر من إيذاء أحدهم حين تأخذ عمرََ الغيرة عن النبي والقائد والرئيس والرسول. وما زلنا نستذكر ذلك الرجل الذي قدم على محمد - وقد أمسك بجيبه وتلابيبه - وقال: " يا محمد إعطني مالاًً؛ فليس المال مالك ولا مال أبيك ".. والرسولُُ - مبتسماًً - يهدأُُ من روعة؛ ويؤنبُُ عمر!!!

**
مَنْ ينكر أنََّ الثائر العربي الأول - الرسول والنبي والقائد والرئيس - أنه ما قد أُسيءَ إليه منذ أول يوم لمبعثه؛ فقد جهل التاريخ، وعمي عن قراءة الحقيقة والشخص وراء التاريخ.

أستذكر ذلك الفيلم النمساوي أو الهولندي القديم الذي خرج يُسيءُ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.. فقد جاءني أحد الأصدقاء متألما؛ وجُنَّ جنونه حين رآني مبتسما؛فقال لي : "تضحك.. وأنت تعرفُُ ما تعرف"..

قلت له : "كما أنتصر محمدٌٌ بن عبدالله في في السابق وهو بين أصحابه في المدينة؛ ها هو يحقق انتصاراته وهو في قبره في المدينة.

يا صديقي.. ما قد رأيتُُ في حياتي عملاقاًً يشتم قزماًًً.. بل على طول التاريخ الذي حكى النقيضين.. ما وجدتُُ إلا الأقزامََ يشتمون العمالقة!.. محمدٌٌ ما زال يحقق النصر تلو النصر.. "

**
شتمته الدنيا كلها؛ وأولهم أهله وذويه؛ فما اهتز له عقدٌٌ؛ ولا تردد عن يده ميثاقٌٌ وعهدٌٌ؛ ولا سقط عن ذمته وعدٌٌ؛ بل سار إثر هدفه قدماًً لا يلوى عن مقصده - لمثل هذه السفاسف والصغائر التي لا تبني أمماًً ولا دولاًً - وبنى أمةًً تقاتلت سنوات عن بعير وخيل ومرعى وكسرة خبز يابسة!

لو كنتم قرأتم محمداًً عن تفهُّمٍٍ وبصيرةٍٍ ورَوِيَّةٍٍ؛ ما كنتم فعلتم ما تفعلونه. محمدٌٌ لم يطلبُُ أحداًً أنْْ يدافع عنه في حياته. أفتدافعون عنه وهو في قبرة. دينه ينتشر بغير قوة إلا من الله.. وليس عن طريق الخمسمأة قناة متحدثةًً العربية بدلا من الإنجليزية. المعركة في مقام كهذا ليست إلا من نفس الصنف : إعلامية!

**
لو تصرف بعض ملايين القمار؛ ومصاريف الدَّعارة؛ وإقامة الخراسانات والمباني والقصور والشاليهات؛ لأوجدنا ماكنة إعلامية كافية للحديث؛ ولانشغلنا بأمور تدفعنا للتفوق والامتياز؛ والخروج على العالم بمفاجآت!

بدلا من التفجيرات والاغتيالات والقتل!
أنا هنا لا أسوق أحكاماًً؛ ولا أبرر للقتل؛ ولا ألقى اللوم على أحد في عملية القتل. القضية قضية ترتبط بآلام أصابتنا جميعا نتيجة الممارسات غير العادلة تجاه قضايا كثيرة تهمنا. وتحس أن العالم كله يقف ضدنا فيها وبأحكامه تجاه تلك القضايا التي تمس أعناقنا وأعناقنا..

لا أختلف مع أحدكم في هذه. ولكن كُنْْ على يقين.. أنك حين ترفع مسدسك فوق رأسي؛ فتأكد تماماً أنََّ رأسك لا يعمل! وتلك هي المأساة والكارثة!

**
تم اغتيال السفير الأمريكي. وقلتُُ مع الجاحظ :" أوكيه.. هل وصلت رسالتك".. نعم وصلت. لأن ذلك يعني في المنطق أنك تحاور ولكن بوسيلة أخرى قد قليلة ولكنها تعطي إيماءات ورسائل؛ وإن كانت ضعيفة!

طيب وبعدين!
كانت أمهاتنا في طفولتنا تحكي لنا حكايات جميلة قبل النوم وهي تمسح لنا شعرنا.. وكانت كلما تعبت، وتوقف - وننبهها أننا ما زلنا مستيقظين :
".. وبعدين "! ويتكرر هذا كل ليلة!

طيب وبعدين.. ماذا استفدنا!؟

قُتَلَ
على طائرة
بصاروخ
على ظهر حمار..

لا يكون ذلك انتصاراًً لمحمد.. بل إساءة إليه؛ ربما تكون أكثر من إساءتهم له؛ وربما كان هذا ما يريدونه!

لا أؤمن بنظرية المؤامرة؛ إلا في حدود ضيقة جداً يفرضها الواقع ووقائع الأمور. ولا أؤمن بالطروحات التبريرية التي تكون ضعيفة في كل الأحوال. وكثرة الاعتذار لا يفيد!

**
بس..
بيني وبينك.. هات أذنك..
أيُّهُم أكثر إساءة للنبي : الفيلم؛ أم دولة إسلامية لا يمكنك أن تتزوج امرأة تحمل جنسية ذلك البلد إلا بتصريح من وزارة الداخلية!

وأيُّهم أكثر إساءة وحزنا للنبي : أن تتحول القدس إلى عاصمة أبدية لدولة إسرائيل؛ ونحن أكثر الدول شراءً للأسلحة اكثر من شرائنا للأغذية وشراء المعامل والمختبرات العلمية. وشعب مشرد من أرضه منذ 1948!!

يا عَيْبَاهْ!
اكبروا شوية
وأقرأوا الجاحظ حين قال : " ok "!

Back to top button