آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

بلادي في قبضة الهمج

أين يذهب أحدنا من كل المسكوت عنه والمثير للاستياء؟
وإذا ما تجاهلت الأفكار التي تلح عليك وامتعاضاتك سيورث ذلك ضغينة في فؤادك لا تدري إلا وقد انقلبت ضغينتك عليك.. ذلك أنك حاولت التغابي إزاء جهالة الحوثيين وهم يعبرون إلى السياسة عبر قاطرة مكتوب عليها (الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل).

شعار غبي مبتذل لا يصلح لغير الإحساس ان صنعاء قد أصبحت مكاناً غير قابل للعيش. كأنما نسير أثناء الكتابة في حقل ألغام وجميع القوى على أهبة الانفجار في وجهك. ناهيك عن نصائح الحاذقين (انتبه الاصلاحيين، انتبه من الحوثيين، انتبه من علي محسن، انتبه من حميد، انتبه من السعودية.. ممكن يؤذوك).
إذن نكتب في نقد عبدالله عبدالعالم فهو لم يعد مؤذياً.

لقد كشفت أغلب القوى اليمنية أثناء اقتسام تركة صالح عن وجهها الشنيع وما هو مؤجل من الشناعة حتى هذه الأيام سيظهر تباعاً.

أتدرون!!
المثقفون أحد مجاميع خيانة هذه البلاد.. لقد شاركنا في الثورة مدركين حقائق الحوثيين وحقائق الإصلاحيين وبقينا في الساحة متواطئين مع وجود علي محسن ومع دناءة المنضمين القافزين من سفينة الرئيس، وبقي كل الذي ينفجر بوجهنا الآن مسكوتاً عنه أيامها.. وكنا نحاول تبرير القبح والخطأ والصمت وها نحن ندفع الثمن. الثمن على شكل نظام سياسي جديد يريد العبور على ناقلة مكتوب عليها (المخلوع).

المح الآن جملة تواطؤات وترتيبات لمثقفين حجزوا مقاعدهم مع السلطة الجديدة ويريدون إقناعنا بمنطق مهترئ ان السيئين الآن سيكونون أفضل لو أعطيناهم الفرصة.
أي فرصة تعطيها للحوثيين وأنت تعرف عقيدتهم السياسية العنصرية رغم وجود أصوات هاشمية غاية في التهذيب تسعى للأفضل غير أن الحركة الحوثية مثل قاتل في العمشية لا يمكنك الفصل بينه وبين سلاحه، إذ لا يمكنك الفصل بين الحوثيين ومنشأهم العنصري، ولا بين الإصلاحيين وجذرهم الاخواني المتزمت ناهيك عن عادتهم السيئة في الاستئثار والتهافت على المناصب المهمة.

على مدى عقود وهذه النخبة الزائفة تعطي فرصة تلو أخرى للرئيس الأسبق فلربما يفعل شيئاً وكانت حقيقة الأمر فرصة لهذه النخب لاستثمار الفرص التاريخية الضائعة والبقاء على حسابها.

لو لم يكن فساد صالح وافتقاره للأهلية قد حظي بالسكوت والفرص المتلاحقة لما وصلنا إلى هنا. لما وصلنا إلى كل هذا الخراب الذي ترقص عليه مجاميع من شذاذ الآفاق الذين لا يحسون شيئاً تجاه أرامل البلد وطلبته المشردين ومهانات الليالي الطويلة وضياع طعم الحياة ونكهة الوجود من حلوق الناس.

لقد كتبت كثيراً مما بذلت فيه جهد التفاؤل والموضوعية الساذجة التي هي في الأخير ابتسامة تشجيع لقاتلك. وليس هناك ما هو أكثر إذلالاً من أن تظهر لقاطع طريق بعض الثقة في أخلاقه، ذلك النوع من الملق التافه لمخرب توحي له بملامحك أنك مقتنع انه مضطر لممارسة الهمجية غير أنه في الأخير سيقوم بالصواب.

لقد وقعنا جميعاً في قبضة الخراب الذي كان مموهاً تحت كرسي علي صالح.

ستكون الوظيفة العامة محاصصة، وستدير البلد وجوه جاهلة متبجحة وتاريخها موبوء بالسرقة والعنف.

سنسمع ولقد بدأنا نسمع من يمتدح أخلاق جلال عبدربه بذات اللهجة المبتذلة التي كانت تسوق أخلاق أحمد علي.

وهكذا من مريمة ليريم يعاود المسافر الواهن رحلته البائسة بين القذارات.

زر الذهاب إلى الأعلى