تسعى الدول الطامعة إلى تفتيت البناء الداخلي للدول الضعيفة استعدادا لالتهامها. ويتم ذلك من خلال تخريب نسيجها الاجتماعي مثلما فعلت جمعيات سرية ومنظمات غامضة في الدولة العثمانية التركية! حيث قامت منظمة تركيا الفتاة التغريبية وجمعيات الاتحاد والترقي اليهودية والمنظمة الكمالية صنيعة اليهود بإثارة الفتن العرقية الأرمنية والكردية! وكلها كانت تتم بعلم السفارات الاجنبية وتحديدا البريطانية!
فالفتن الطائفية والعرقية هي شماعة التدخل الروسي في تركيا آنذاك، حيث قال القيصر: لا بد ان احمي الأقلية الارثوذكسية منكم، فروسيا القيصرية هي حامية المسيح في العالم!
لقد استعملت العديد من الدول الجارة لتركيا ألعوبة رفع المصاحف..! فبعد ان يقوموا بالتهام مناطق حدودية خاصة في بلاد البلقان..! تحدث اشتباكات ليرفعوا بعدها السلاح منادين بالسلام، ثم تعقد المعاهدات والاتفاقيات، وهكذا حتى تم التهام ديار الاسلام دولة دولة...! إذا فإن الدول الأوربية تتخذ حماية النصارى ذريعة للتدخل في شؤؤننا الداخلية...! وهي خطة جيدة لكسب الاصوات والانصار.... والشرارة الدينية للتدخل، مع العلم انهم يعيشون بخير حال في كل بقاع الارض..
الأوضاع الإقليمية خطيرة، حروب الشمال مع روسيا القيصرية والبلقان وحروب بلغاريا ومشاكل اليونان وداخليا ثورات الأرمن والكرد والعرب....! دولة مدينة بملايين الليرات الذهبية.... بلاوي السراي السوداء ومحاولات التصفية بين رجال الدولة ( إزاحة رئيس الوزراء أو ما يسمى بالصدر الأعظم وتعيين مدحت باشا محله ثم إقالته ونفيه..!). خيانات داخل الاسرة كخيانة صهر السلطان وتعاونه مع اليهودي مدحت باشا والماسونية! كانت تركيا الفتاة تنظر من زاوية واحدة، التنمية السياسية والحرية فقط! وكان السلطان يرى الاعداء خارج الدولة يتربصون ويترقبون لينقضوا على فريستهم العثمانية، كما كان السلطان بين ناري الداخل والخارج، حتى اليهود يريدون وطنا قوميا لهم بفلسطين، ولكن بعد سنوات انهارت الدولة العثمانية العظمى رغم اصلاحات السلطان وسقطت في يد اليهود والماسون...
فكان عبد الحميد الثاني اعظم سلاطين الدولة في زمن انحطاط الخلافة!
*
ان سنة الله لا تتبدل ولا تحابي احدا!
فكثير من دول التاريخ بدأت قوية عزيزة ثم دب بها ما دب بالعثمانيين حتى تلاشت وانهارت، فهل تعي دولنا الصغيرة ذلك؟ وهل تدرك الانظمة الحاكمة والمنظمات العاملة والجمعيات الناشطة والتجار والسياسيين وجميع من يهمه أمر الامة ذلك؟؟