أمرٌ يدعو إلى الحيرة والاسف والعجب في آن!..ان تتحول الساحات الجنوبية إلى اقطاب وزعامات، يدعو كل واحد منهم، إلى مؤتمر تحت مسمى "جنوبي"..ما يعني ان امولا طائلة، سيتم ضخها إلى تلك الساحات ..فأن تقيم مؤتمرا بحجم الجنوب من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا، يعني انك مدعوم بالمال..فالمال هو الوسيلة الوحيدة لتجميع الناس، وخاصة في ظل الظروف الراهنة
هنا من حقي ان اتساءل ببراءة شديدة: يا ترى من اين اتت مصادر التمويل لعقد المؤتمرات.. ومن يصرف عليهم مبالغ هائلة ومهولة كان الاحرى من تلك الجهات أو الدول الداعمة أو المؤسسات الخيرية أو ..او ان توظفها من اجل اصلاح البيت الجنوبي، لا من اجل مزيد من خلق بوادر الفرقة والنزاعات والصراعات التي طفت على السطح .. وجاحد لئيم من ينكرها
..طبعا؛ لست ضد فكرة عقد المؤتمرات الجنوبية، ولكني ضد تعددها وتعدد الجهات والاشخاص أو القيادات.. أو سميهم الرموز واختلافهم على من يسبق الاخر في عقد مؤتمره !..وكأن العملية برمتها عبارة عن تنافس من الداعين للمؤتمرات، من يكون اول القادرين على عقدها، وبالتالي يسحب البساط من تحت اقدام المنافسين الاخرين
انه التسابق المقيت لعقد مؤتمرات، بقدر ما هي عملية تسابق من اجل نيل مكاسب شخصية حتى يقول الناس عنا ؛ بأننا اصحاب السبق في ميدان العمل السياسي التعبوي
كلها زعامات جوفاء..نعم ؛ جوفاء يسعى (اصحابها) إلى الاستعراض بقدرات (مادية) حصلوا عليها بطريقة أو اخرى ..والمهم هو فرض اجندات معينة على الساحة الجنوبية التي تبدو شبه مقسمة، وتفتقر إلى عامل القوة والتلاحم المأمول
ولا بأس، ان طالبت كل من يدعو إلى مؤتمر جنوبي، ان يكشف للجموع الغفيرة من اين اتى بالمال؟ ومن اية جهة؟
ولتكن الشفافية عنوانا لمرحلة جديدة لبناء جنوب خال من المتسلقين، الباحثين عن زعامات (هلامية).. واللاهثين وراء الكاميرات، بحثا عن الشهرة التي يمكن الحصول عليها، دون ضجيج، إن احسنا التعامل-وبنية مخلصة- مع الملف الجنوبي الاكثر تعقيدا
هنا ..لا بد لي، وانا اكتب حول هم "جنوبي جنوبي" ان اتوجه بالشكر والتقدير لكل القيادات الجنوبية التاريخية التي آلت على نفسها، الانكفاء والابتعاد عن صخب المؤتمرات! ..واخص زعامة الرئيس الاسبق علي ناصر محمد، واخيه المهندس حيدر ابوبكر العطاس وغيرهم
مع احترامي للرصيد النضالي السابق للمتسابقين في عرض قدراتهم لعقد مؤتمراتهم الجنوبية
ان تيار المستقلين الجنوبيين عندما تأسس اواخر عام 2002م واحتضنه منزل الدكتور العميد المناضل محمد حيدره مسدوس وتبنى فكرة تأسيسه وانشائه، جنبا إلى جنب، مع الاخ المناضل د.فاروق حمزه، وكاتب السطور.. والعميد علي الشيبة وغيرهم ..لم نكن -حينها - نعلم ان حراكا جنوبيا، سوف يجري على ارض الواقع، وان نشاطنا الاعلامي السياسي التعبوي الموجه سيثمر عن ميلاد جمعية "المتقاعدين العسكريين" بزعامة العميد ناصر النوبه .. بل كنا -حينها- نسعى بكل همة ونشاط إلى التعريف بالقضية الجنوبية.. والحمد لله تع إلى لم نكن ندعي السبق في خلق المناخ والبيئة الخصبة لبزوغ مكونات جنوبية عام 2007م.. ولم نتسابق على (المايكرافونات) في المنصات.. ولم نكن إلا وعاء حاضنا للهم الجنوبي غير متوثبين ولا متلهثين.. ولا حتى متزعمين، بأن السبق في العمل التعبوي الاعلامي، نحن صانعوه وبجهود مادية مستقطعة من قوت اطفالنا .. والله الشاهد.. وهناك من يشهد للتيار الجنوبي المستقل، بأنه قد نقل القضية من الغرف المغلقة إلى فضاءات اوسع، وتكفينا شهادة المناضل الرمز الرئيس السيد علي ناصر محمد، فهو الموسوعة السياسية الحية، وهو الشخص الاكثر احاطة ودراية بالظروف التي كانت تحوم حول انشاء التيار .. وقد شجعنا معنويا، واخرجنا التيار إلى النور بفعل الدعم المعنوي السخي للسيد الرئيس علي ناصر محمد .. ولن ننكر له ما حيينا فضله- بعد الله-علينا
وهناك من الرجال المخلصين الصادقين، ما يمكن الاشارة اليهم -هنا- طالما والحديث حول امر يهم كل الجنوبيين وبدون استثناء ..ولعل ابرزهم وفي مقدمتهم د.فاروق حمزه مؤسس التيار ويعرف كثيرون الضريبة الباهظة التي دفعها فاروق حمزة، وهو الرجل الاكاديمي والشخصية العلمية والاجتماعية المدنية الغنية عن التعريف
لقد جرى اقصاءه عن الوظيفة وفرضت الاقامة المشددة على منزله بصنعاء، ناهيكم نهب بعض محتوياته، اثناء زيارته لمسقط رأسه عدن صيف عام 2004 ..علما بأن منزله كان ضمن منازل الكوادر التابعة لشركة طيران اليمنية وفي معسكراو (كمب ) خاص بهم ؟؟؟
لا اتكلم عما عانيته -انا العبد لله- كوني طرفا في التأسيس.. ولندع للاخرين ان يدلوا بشهادتهم إن رغبوا
المهم ؛ لم نكن نتسابق على عقد مؤتمرات أو ندوات أو لقاءات.. مثلما يفعل -الان- من فتح الله عليهم بالمال الوفير، ولم تكن لدينا القدرة المادية الكافية، لفعل ما يفعله (الاخرون) حاليا !.. وآلينا على انفسنا، ان نبتعد عن هدير وصخب (المايكرفونات) والتدافع وراء الظهور، امام الشاشات، في الفضائيات الخاصة ببعض رموز الجنوب
على كل حال ؛ نتمنى للمؤتمرين (جميعهم) ان يغلبوا الصالح الجنوبي العام، على ما دونه من مصالح شخصية أو فئوية.. ولا بأس، ان اتفقوا جميعا على عقد مؤتمر جنوبي (موحد) إن كانوا حقا لا ينزعون للبحث عن زعامات (صوتية).. ليس إلا.
اللهم إني بلغت ..الله فأشهد
القائم بأعمال رئيس تيار المستقلين الجنوبيين