أدهشني، كما أدهش غيري- الثراء الكبير الذي حفلت به المكتبة العربية واحتوائها لكثير من العناوين لجمهرة من الكتاب والمفكرين، وأحسست -مع هذا الثراء- أن أولئك لا يكتبون بأيديهم فحسب؛ بل إن لدى كلا منهم فريق من الكتبة والمخرجين المهرة، الذين يقفون وراء كل منجز لهذا الكاتب أو ذاك، ومن أبرز أولئك: المفكر العربي الدكتور محمد عمارة، والشيخ الدكتورعايض القرني.
الحقيقة، أن عناوين مصنفات أولئك، أو غيرهم من الكتاب الذين لا يسع المجال لذكرهم، وكذا تنوع تلك المصنفات وتعدد مجالاتها ومواضيعها؛ أثارت لدي الرغبة في الكتابة- وأعني ذلك؛ الكتابة الجادة، ما دمتُ أحترم وعي القارئ، وما دمت أحمل أفكارا أخالها قابلة للنشر والتداول وإثارة السكون المخيم على بعض القضايا الفكرية، ولدي في الوقت ذاته أفكار مكتوبة لم ترَ النور بعد، وهي ذات خصوصية يمنية وأخرى عربية قلما تناولها كاتب، أو ربما جرى تناولها وفق منظور ما، تبعا لهوى أولئك أو لانتماءاتهم السياسية التي تجعلهم أسيري هذا الانتماء فيما يعرضون ويناقشون.
تمنيت كثيرا وأنا أتابع المشاركين هذا المعرض أن يكون لسوريا الثقافة والحضارة والفكر والإبداع؛ حضور بارز ومنافس كما ألِفنا ذلك منها في الأعوام السابقة؛ غير أن ذلك بدا خافتا، لكنه قدر الله، وعلينا أن نرضى بقدره، ولا يسعنا -هنا- إلا أن نبتهل إلى الله العلي القدير، أن يُحسن مخرج إخوتنا في سوريا، وأن لا يجئ العام القادم؛ إلا وهم في حال أحسن، ونراهم مشاركين في هذا المعرض بروح من التفاؤل والأخوة والسلام.
وعودة على ما سبق؛ أردت أن أقول كلمة لا بد منها، ألا وهي: أن الكثير من الكتب المترجمة عن الغرب في الكثير من حقول المعرفة؛ هي من أروع ما عرض في هذا المعرض، وقد هممت بشراء البعض منها عندما رأيت الكثير من مرتادي المعرض يتدافعون لاقتنائها؛ وقد كان لي ذلك، في حين لم أتمكن من الظفر بالبقية لأن أسعارها كانت باهظة، والحال ذاته بالنسبة للمصنفات الأخرى العربية والأجنبية التي تحتكرها -وللأسف- دور نشر محلية وعربية معروفة، وكأنها لا تسعى إلا للكسب الزائل.
ختاما، أقول: شكرا جزيلا لجناح المملكة العربية السعودية، الذي أهداني الكثير من المصنفات التي انتقيتها بنفسي في الأيام الأولى للمعرض، وكذلك؛ الشكر مقدم لدار عبادي للنشر والتوزيع، وللصندوق الاجتماعي، على كل ما قدموه من تسهيلات ومن خدمات جليلة للثقافة والمعرفة، والشكر موصول لوزارة الثقافة والسياحة، وللهيئة العامة للكتاب، وللأخوة في نادي ضباط القوات المسلحة؛ الذين عملوا ما بوسعهم لإنجاح هذا المعرض، في ظل هذه الظروف غير الطبيعية التي تمر بها اليمن.