ان يطير الانسان وينفصل عن جاذبية الارض ويحلق في العلالي ليست المعجزة، انما المعجزة ان يهبط بسلام ويحافظ على توازنه حتى يستطيع المشي على الارض مرة اخرى ويصل لاهدافه بدون عثرات..
الحراكات الجنوبية المتعددة التي اصبحنا نحتاج (كتالوج) دليل المستخدم من اجل معرفة أسمائها واسماء المشرفين عليها من الزعامات الدائمة في الطيران المحلق بعيدا عن الواقع المعاش وخارج حدود البصر.. هذه الزعامات المجنحة مع كل هبوط مفاجئ لزعيم.. يطير زعيم آخر وتتبعه بعض العصافير المغردة التي لا تزال تتدرب على الطيران، ومن كثرة الطيران وبسبب الفوارق الزمنية بين مسافات الاقلاع والهبوط ينسى الكثير من الاخوة المجنحين ان جاذبية الارض لها قوانينها الخاصة، وقد ينسى العائدون للارض طريقة استخدام اقدامهم للوصول لاهدافهم التي هي في الاساس دائما على الارض ولاتحب مفارقة الجاذبية الارضية اطلاقا بل انها قد تفسد اذا انفصلت عن الارض ولو لفترة زمنية قصيرة..
الزعيم حسن باعوم هبط مؤخرا على الارض مع انصاره وعقدوا مؤتمرهم ودخلوا في القضايا التي تخص اهداف الزعامة للحراك التابع لهم وتضر بجوهر القضية التي يناضلون من اجلها، ولم يبدأون السير نحو اهدافهم أو انهم يحتاجون اولا للوقت الكافي حتى يتأقلمون مع جاذبية الارض.. على ما يبدو انهم عازمين الدخول بدون بوصله في معالجة القضايا التي تم طرحها اثناء انعقاد المؤتمر، وايضا بدون مخارج حالهم حال الكثير من السياسين المهتمين بطرح افكار تساعد على تسهيل حل القضايا المعلقة قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني والداخلين في القضايا على طريقة اخواننا دخول يأتي بعده الاعكتاف أو الطيران مرة اخرى.
الان جاء الدور على فصيل الزعيم علي سالم البيض الذي طار بعد هبوط الزعيم باعوم وطار معه الكثيرين من الحراكيين المنتمين للزعيم وليس للقضية ولا يزالون يحومون بدون اي خطط للهبوط ولا نعرف إلى الان هل لديهم خطة هبوط قريبه ام لا..هذا الطيران والهبوط للزعامات التي معها تطير القضايا المصيرية للناس الذين يصدقون الطيارين الهابطين والطايرين انهم فعلا يملكون حلول سحريه لمشاكلهم، قد ترتد يوما ما سلبا على قناعات الناس وتترك التحالف مع الزعامات وهجرها وتضيع القضية الجنوبية برمتها.. هناك في امور لا يعرفها الكثيرين من انصار الزعامات الحراكية الطائرة ان الكثير من زعماء الحراك السياسيين لهم أعمال تجاريه وعندهم اموال سايلة ومنقولة في البنوك الاجنبية قد يتم تجميدها من قبل الامم المتحدة اذا اتخذت ضدهم عقوبات دوليه تحت البند السابع حسب ما ورد في القرار الاممي الاخير 2051 إذا استمروا في رفضهم للاشتراك في مؤتمر الحوار الوطني القادم وقد لا يصمدوا امام أي تهديدات دوليه بشأن تجميد ممتلكاتهم اذا رفضوا القبول بمبدأ الحوار.. هذا جانب.
الجانب الآخر الزعامات الحراكية الموجودة في الداخل والخارج متحالفة مع جهات خارجية وداخليه تمولها وتتحكم في سير عملها وترسم لها تحركاتها على الخارطة السياسية وتصنع لها التحالفات التي تحمي مصالحها في اليمن بشكل عام أو في السلطة.. الأيام والشهور القادمة ستكشف الكثير من الأقنعة للزعامات المتاجرة بالقضية وصدقوني أنهم في الأخير سيشاركون في الحوار الوطني القادم..