آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الوطن السعودية: سياسة إيرانية لا تمتلك مقومات الاستمرار

يشير عقد مؤتمر تحالف قبائل اليمن أمس في صنعاء للتداول في أمور عدة أبرزها مواجهة التدخلات الإيرانية في اليمن إلى أن سياسة إيران الخارجية لم تعد خافية. وأن يتحرك الشعب اليمني ممثلا بشيوخ القبائل بعد أن أعلن الرئيس اليمني منذ أيام عن الكشف عن شبكات تجسس إيرانية تعمل داخل اليمن تهدد أمنه،

فذلك يدل على أن إيران يجب أن تعي وتصحح الخلل المرتكب بالتدخل في شؤون داخلية لدول المنطقة ما انعكس سلبا على شؤونها الداخلية. فالمبالغ الهائلة التي تُنفق في الخارج لطموحات توسعية، والحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية جعلت الاقتصاد يتدهور والعملة المحلية تنهار، مما استدعى احتجاج الشعب في مظاهرات مناهضة لسياسة ضيقت الخناق على المواطنين، لتلوح بوادر "ربيع إيراني" قد يزعزع نظام الحكم إن تطورت الأمور أكثر.

السياسة الإيرانية الخاطئة انكشفت في اليمن وفي غيرها. فتدخلها السافر في الشأن السوري وإرسالها قوات وخبراء لمساعدة النظام على قمع شعبه لم يعد مسألة احتمالات من خلال الإيرانيين الذين قُبض ويُقبض عليهم من قبل الثوار في سورية، ودعمها لحزب الله للهيمنة على لبنان وخلخلة توازناته السياسية لا يحتاج إثباتات. وسيطرة إيران على قرارات قيادة العراق السيادية واضحة تماما مثل تدخلاتها في البحرين ودعمها لأطراف تثير الاضطرابات، وما يصاحب ذلك من تصريحات غير مسؤولة لقياديين في إيران، ولا ننسى أيضا استفزازاتهم انطلاقا من الجزر الإماراتية المحتلة التي ترفض إيران التخلي عنها.

يضاف إلى ما سبق المساعي الإيرانية لامتلاك الأسلحة النووية، وعرقلتها لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع النووية رغم ادعاءاتها بأن مفاعلاتها أنشئت للاستخدام السلمي، مما يعني غياب الصدق في هذه القضية.

ما سبق يؤكد أن على إيران أن تبدي حسن النية في علاقاتها مع دول الجوار، بتغيير سياستها ليشعر الجميع أنها جزء من المنطقة، وليست حالة غريبة خاطئة تسبب في وجودها نظام يغذي ذاته بصناعة الاضطرابات لدى الآخرين، غير مدرك أن تلك السياسة لا تمتلك مقومات الاستمرار، وأبسط عوامل نهايتها "ربيع إيران" الذي يقرع الأبواب ويكاد يبدأ مراحله الأولى.

زر الذهاب إلى الأعلى