بعد ثورة تغيرية شاركت المراة اليمنية فيها بكل قوة وكان صوتها هو الابرز على مستوى كافة الساحات، خرجت المرأة في بلدي عن صمتها الطويل، واستبشرنا خيرا بكل هذه الجموع الهادرة لنساء اليمن من مختلف المحافظات، استهشدت تفاحة العنتري وهي تحلم بمستقبل افضل لليمن، ورحلت عزيزة وهي تنوي ان تقول كلمة لكل نساء اليمن من هنا الطريق لم تلفظها لكنها كانت على اول الركب هادية إلى الطريق السليم..
وعلى الطريق ذاته غادرتنا ياسمين سعيد، وزينب مهيوب، وراوية الشيباني، ونظيرة ردمان، وكفاية العمودي، واسماء الحاج، وايمان طه، وجميلة احمد، وسحر يحيى وبلقيس دبوان، وفوزية الدبعي، ورجاء شمسان، ونجوى مقبل، ورندى قائد، وامال عبد الباسط، ورهف اليوسفي، وشهد ناصر، فهل وصلت الرسالة إلى بقية نساء اليمن المشاركات في الثورة منذ انطلاقتها و إلى اليوم؟
وهل وصلت الرسالة إلى المجتمع برمته و إلى الحكومة ورئاسة الدولة ان نساء اليمن خرجن ثائرات ومازلن ثائرات حتى تتحقق كافة اهداف الثورة و إلى ان تصبح اليمن دولة حديثة قائمة على اساس الحضارة والمدنية والرفاهية والعدل والمساواة بين افراد المجتمع في كافة الحقوق والواجبات الاجتماعية. ام هل مازال هناك شك ان المرأة هذه خرجت فقط لتسقط نظاما ذكوريا مقيتا ليأتي غيره على شاكلته أو افضل منه لكن المرأة ليست فيه ذات قيمة ولا شأن.
اذا كان هناك من يشك في ان المرأة التي اشعلت الثورة وساهمت في نجاحها ستعود للبيت فانه واهم أو لانه فقط يسمع وينظر لبعض النساء اللاواتي لا علاقة لهن بالثورة لا من قريب ولا من بعيد وما هن الا مجرد مهرجات ومنظرات للبخور والمشاقر والحزاوي وحكايات "صياد الرحوب"، وان كن نزلن للساحات يوما ما للتسلية أو لاتقاط الصور مع الاصدقاء والصديقات الا انهن كن وبالا على الثورة وساهمن في تشويهها من البداية وما حكاية عاكسات الخط في المظاهرات النسائية الا دليل على ان هناك امرا يحاك ودبر بليل وكن متصدرات للمشهد لكنه كان سخيفا واعطى انطباعا سئيا لهن لا سواهن فنساء الثورة لسن الا قوة ضاربة سارت على طريق الثورة ومازلن مواصلت لهذا الطريق، فلا ينخدع احدا بتلك النسوة المتقعرات في احاديثهن وعلى صفحات الصحف والشبكات الاجتماعية ولا حديث لهن سوى التفرطة والبحث عن دور في مهاجمة الثوار ومكوناتهم واحزابهم بقصد التربح اللامشروع وهناك من يدفع وهناك من يضخ لهن ليكن مانعا من انتصار الثورة لكن هيهات لبيوت العناكب والمهرجات ان تحجب الشمس والحرية والثورة.
لم يكن هناك سوى توكل الثورة توكل الحرية هي التي بدأت ثورية واستمرت ثورية قبل نوبل وبعد نوبل وتوكل هي الوجه الحقيقي للثورة اليمنية، ومهما حاولن بعض المتشحات بالحقد ان يقلن عليها مع رفاق السوء الا ان نساء اليمن يعرفن ان توكل هي الثورة والثورة هي توكل.
ما اود ان اطرحه هنا عله يصل إلى كل نساء اليمن وعلى راسهن السيدة توكل كرمان وكل الثائرات من مختلف التوجهات والاحزاب ان يوصلن صوت المراة إلى المجتمع بكل اطيافه والوانه وان يجتمعن مع اختلاف توجهاتهن لان يكن في مقدمة المسيرة التنموية ويشاركن في بناء الدولة كاخوانهن من الرجال الذين تعبوا كثيرا خلال السنوات الخمسين الاخيرة واتكأ عليهم المجتمع في تسيير اموره إلى ان وصلت البلد للانهيار، اننا نطالب بان يكون للمرأة الدور القيادي في المجتمع في مختلف الجهات وان يتم مساواة المرأة بالرجل في الوظيفة العامة بالمناصفة لكي يتم البناء الكامل للدولة بكل طاقة المجتمع .
لا نطالب بالمحاصصة بقدر ما نطالب كل القوى السياسية بالوقوف إلى جانب النساء واسقاط ما سبق عليهن من احكام عرفية لا علاقة لها بدولة ولا بشريعة ولا بقانون، كما ان كل الهبات التي كانت ستمنح للمرأة في العهد السابق كحق الكوتا والاخذ بيد المرأة لم يعد اليوم مقبولا ولا معقولا ولا منصفا فقد كان مجرد تنويما لاكثر من نصف المجتمع ومغازلة للمرأة كناخبة وينتهي دورها مقهورة بلا تعليم وبلا وظيفة ومجرد خادمة في بيت ابيها أو زوجها.
ان حرية المرأة اتية من دينها ومن ثقافتها ومن المجتمع الذي يحترم قوى المجتمع الحية وهذه الحرية لم تات من دعوى أو زيف قادم عبر ايدلوجيات فكرية عفى عليها الزمن لكنها حرية اتت من رب الناس جميعا لكل عبادة بالتساوي فالله لم يفرق بين عبادة بحسب الجنس والفئة ولكنه جعل تكاليفه عليهم متساوية ومنها التكليف ببناء المجتمع والدولة والامة.
ان اجتماع نساء اليمن اليوم على كلمة واحدة بغض النظر عن انتمائتهن ومدارسهن الفكرية هو السبيل الافضل للوصول إلى الهدف العام في منح المرأة كافة حقوقها ومساواتها اجتماعيا. اننا ندعو لجنة الحوار إلى ادراج مساواة وحرية المرأة على طاولة الحوار بدلا من ادراج المواضيع البسيطة والتي لم تكن ذا شأن .
لا حرية ولا كرامة لمجتمع ينظر للمرأة على اساس جنسها ونوعها الاجتماعي، ولن يكون هناك نهضة لامة تفقد قوتها الحقيقة واكثر من نصف مجتمعها تحت دعاوى ما انزل الله بها من سلطان كالعيب والعادات البالية، فلتسقط عادات المجتمع السيئة الصيت ولتشهد الدنيا ان اليمن ارض بلقيس عادت لها الحياة.