[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

حراك في مواجهة حركة ثلاث ثورات

يستعد الحراك الجنوبي وخصوصا الفصيل الذي يرفع مطلب (فك الارتباط) لإحياء الذكرى التاسعة والأربعين لثورة 14أكتوبر، السؤال المطروح: كيف لتيار أن يحيي ذكرى ثورة يناقض أهدافها.

أن تحيي ذكرى مناسبة ما ، معناه أنك تحمل مشروعها وتتبنى أهدافها كاملة غير منقوصة، أما الإيمان ببعض الأهداف والكفر ببعضها فإنه مرفوض في شرعنا.

الهدف الخامس المتشابه في ثورتي (26سبتمبر و14 أكتوبر) هو تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية الشاملة، وهو ما يسعى حراك (فك الارتباط) جاهدا منذ سنوات لتقويضه.

وبالجملة فنحن إزاء حراك في مواجهة ثورتين اندلعتا في القرن الماضي وثورة شعبية سلمية ثالثة جاءت في عهد الربيع العربي.

سيحتفلون كالعادة رافعين علم الجمهورية المستقلة (ج ي د ش) وفي ذات الوقت سيطالبون باستعادة كيان سياسي افتراضي لا علاقة له بالعلم المرفوع يدعى (الجنوب العربي)، ويتناقض مع المناسبة والثورة التي أسقطته ووحدت المشيخات والسلطنات فيه لصالح الكيان الجديد الذي صنعته الثورة.

أتحدث هنا كمراقب.. كباحث، دعكم من قناعاتي وموقفي من الحراك وأهدافه ونشاطه وخط سيره (ريوس) إلى الماضي بدلا من الذهب إلى المستقبل ..

أجدني ملزما بمحاولة فك كل هذه الطلاسم والمتناقضات والركام الملقي أمامي في ساحات وفعاليات الحراك، وكأمانة يحتمها الواجب علي تجاه القراء.

لي طلب وحيد من كل الأكاديميين والمثقفين والكوادر والمناضلين المجربين في صفوف الحراك أن يحترموا عقلي كإنسان ، وأن لا يعبثوا بتاريخي كمواطن .. أجيبوني: هل انتم مع ثورة 14 أكتوبر أم ضدها؟!.

الوحدة هدف أساسي من أهدافها، وانتم في حراك فك الارتباط تعملون للانفصال، وفشلتم في روح الهدف وهي وحدة صفكم ونضالكم الممزق في بضعة كيانات مختلفة ومتصارعة.

إقامة المجتمع الديمقراطي واحترام المواثيق والقرارات الدولية والمعاهدات، كلها جاءت ضمن أهداف الثورة المحتفى بها ، وأصحابنا في الحراك سجلهم أسود في القبول بالأخر ،وصدورهم ضيقة تجاه المخالف، ويعلنون صراحة ويعملون لتقويض القرارات والتسويات الدولية بأي وسيلة تصل إليها أيديهم.

ما أريد قوله للأخوة المحتفلين وبينهم أقرباء لي وأهل وأصدقاء : إن كنتم مع الثورة ، فلماذا تناقضون أهدافها، وإن كنتم ضدها فما الداعي لإحياء ذكراها؟!!.

تخيلوا معي مشهد قيادي في حراك فك الارتباط ، يقف في منصة الاحتفال بالهاشمي أو المنصورة والمعلا أو الحبيلين مشيدا بالثورة الأكتوبرية التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني وضحى الآباء بدمائهم الزكية لتحقيق الاستقلال الناجز في أربع سنوات..

-إلى هناء الكلام جميل ولا تناقض مكشوف- لكن وبمجرد حديثه عن الاحتلال اليمني الذي يجب عليه أن يرحل من الجنوب العربي ، يكون المتحدث هنا قد فخخ المناسبة وافرغ الذكرى من محتواها تماما..

تخيلوا أيضا –افتراضا- الشهيد لبوزه وهو يقف على رأس جبل ( البدوي ) بردفان وما يزال يتصبب عرقا من رحلته الشاقة قادما من الشمال، أو الشهيد عبود الشرعبي وهما يستمعان لخطاب متشنج في منصة الحراك، هل سيستوعبان هذه المفردات، وهذا الطرح ؟!!.

الخلاصة لا موقف لدي أعلنه هنا تجاه ما تحملون من أهداف، هذا شأنكم وانتم أحرار، لكنني معني بمناقشة أدائكم ونشاطكم العام بميزان المنطق ليس إلا.. فهل فيكم رجل رشيد يشرح لي وللقراء هذه الفوضى بالتاريخ وبالحاضر .. مع خالص التحية..

زر الذهاب إلى الأعلى