أصدقائي الإصلاحيون.. كل من ناقشته عن الرئيس الحمدي يسرد لي المدائح الكبار , ويتغنى بعظمة هذا الرجل الذي مثل حلماً لجميع اليمنيين .. ويصل بالبعض الأمر إلى وضعه في مراتب شخصيات كالمهاتما غاندي ومانديلا ..
ولما أناقشهم عن دوافعهم في رفض حملات التذكير باغتياله , وخاصة حملة الجداريات ..في حين يضع البعض صوره على استحياء في صفحاتهم على الفيس بوك ..يكون ردهم أن الأقلام التي تذكر بتلك الجريمة غالباً ما تشير بأصابع الإتهام إلى أطراف قريبة من الإصلاح أكثر مما تشير إلى القاتل الحقيقي , استناداً إلى أن شيخهم الأحمر كان على خلاف مع الحمدي فقط , وكان علي محسن رجل صالح الأول ..كما أن مسيرات المتباكين على الحمدي توجه طريقها باتجاه جولة الفرقة الأولى في حي مذبح وليس لقصر صالح في شارع آخر يقرب من السفارة السعودية ..
طيب ياجماعة الخير ..الأحمر في ذلك الوقت لم يكن رئيساً للإصلاح ولم يكن طوال عمره عضواً في جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تمثلهم ذلك الوقت .. كما أن الجميع يعلم أن الأحمر طوال عمره لم يكن يمتلك القرار في الإصلاح وإنما كان ارتباطه بهم هو تحالف في مناطق معينة استفادوا منه هم للترسيخ لتنظيمهم في مناطق قبلية كان من الصعب دخول أي طرف سياسي إليها، ليمتلك نفوذاً ..كما أن علاقات الشيخ كانت تشهد حركة مد وجزر مع كل الرؤساء بما فيهم الحمدي ,كما أن الرجل مات وليس من العدل محاكمة الأحياء على أخطاء الأموات ,وإلا لحوكم الإشتراكيون والناصريون والهاشميون على أحداث كان ضحاياها عشرات الآلاف، إضافة لجروح لايمكن أن تندمل بسهولة ,أيضا أبناء الشيخ كما لاحظنا لايملكون حتى 10 % من القرار داخل الحزب ..
كما أن علي محسن كان حليفاً وقتياً ولم يتحالف مع الإصلاح إلا في وقت الأزمات "مثل المناطق الوسطى وأحداثها ثم حرب 94 م , وبعدها كانت العلاقة به سيئة حتى في حروب صعدة والإنتخابات النيابية والرئاسية ولم يدخل في تحالف معهم جديد إلا بعد إنضمامه للثورة ..
كما أن الرجل لم يتهمه الناصريون الحقيقيون، بل اعتبروه شاهداً يجب أن يدلي بشهادته عن تلك الأحداث، خاصة بعد تصريحاته الإعلامية التي برأ فيها الناصريين من قتل مشائخ تعز ..
ويتحدث الإصلاحيون عن رغبتهم في المشاركة في إحياء فعاليات للتذكير بذلك الرئيس العظيم ..لكنهم يخشون ويتفادون من تلك التلاعبات الإعلامية بقصة وتاريخ الحمدي والتي غرضها الرئيس هو إلصاق التهمة بحزبهم وحلفاءه ..
طيب ياجماعة الخير .. لاعليكم إذاً من كل تلك التخرصات والإتهامات الغير رسمية ..بل عليكم أن تفتخروا بتاريخكم الذي يمثل الحمدي أحد المؤثرين فيه، فهو من أعطاكم المعاهد العلمية لتنشروا فكركم المتنور وليس صالح ..
عليكم أن تظهروا حقيقة مشاعركم ولادخل لكم بمن توجه إليهم التهم من حلفاءكم، فهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم إن كانوا أبرياء .. وأنتم رب إبلكم وللفرقة وبيت الشيخ أرباب يحمونها ..وستثبت التحقيقات الضالعين جميعاً في جريمة قتل الشهيد الحمدي وستفتح الباب على مصراعيه في جرائم كل الأطراف من كل الأحزاب والقبائل ..والدول .
ضعوا صور الحمدي وشاركوا في التذكير بمناسبة كانت المؤخر لأحلامكم مع جميع اليمنيين 3 عقود .. وارفعوا أصواتكم عالياً أنكم تطالبون في التحقيق في كل الجرائم التي دفنت الأبرياء ومعها أحلامكم وجميع اليمنيين منذ عام 1962 م .. وعندها ستتأكدون أنكم كنتم أفضل الموجودين في العمل السياسي المنظم داخل البلد وبصورة ليس من شروطها أن تكون ملائكية ..
ليرحم الله الشهيد الحمدي ..والمجد والخلود لجميع شهداء الحلم اليمني .