[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

باسندوة.. لا تعتكف!

منذ وقع الانفجار الذي استهدف وزير الدفاع بالقرب من مجلس الوزراء يرابط رئيس الحكومة الأستاذ محمد سالم باسندوة في منزله في الحي السياسي وينفذ معظم أعماله الإدارية إلى هناك، ربما للأمر علاقة بالقلق الأمني.

يستقبل الرجل ملفات الحكومة في منزله وكذلك المراجعين، بينما قرر نقل الاجتماع الحكومي الأسبوعي إلى دار الرئاسة وهو مالم يرق لمعظم وزراء الحكومة الذين لم يخيروا حتى في ذلك.

باسندوة ربما لايعلم التذمر الحاصل من هذه الحكاية وربما لم يوصل له الأمر أن كثيراً من السفراء والمندوبين والزوار الأجانب أبدوا امتعاضهم من الأمر ،كونه جديداً على البلاد، وسابقة مزعجة.

الحديث عن الدعوة لعودة باسندوة إلى مكتبه في الحكومة لايعني أننا نقف ضد الرجل، بل على العكس لازلت مقتنعاً أن باسندوة رجل احتمل عبئاً أكبر من طاقة أي شخصية على الاحتمال في ظل ما آلت إليه الأمور، والذين يطالبونه بأن يمسك بعصا سحرية ويقلب البلد رأساً على عقب يشعرونني أنهم يعيشون خارج هذا الكوكب.

ما يقوم به الرجل في ظل هذه الظروف المعقدة يستحق الشكر مهما كان الأمر، بل ننتظر منه أن يكثف جهوده في هذه المرحلة التي تحتاج رجالاً أمثاله.

الاعتكاف في المنزل ليس حلاً، ونخشى أن تتعقد دائرة الغياب عن المجلس فتصبح عقدة وتصبح العودة مستحيلة، بينما يقول الوزراء إن مقر مجلسهم أهون عليهم من دار الرئاسة بألف مرة. . أمام الرجل ملفات كبرى، والرجل ملزم بتحمل المسؤولية الكاملة، وتوجد ملفات معلقة لاتستحق الكثير من العناء ،بينما تصنع الحلول لكثير من الإشكاليات، مثل ملف الجرحى والصندوق الموعود والذي لازالت توكل كرمان تنتظر إنشاءه لكي تضع أموال جائزتها تبرعاً له، فهذا الأمر يستحق سرعة النظر فيه بدلاً من أن يظل الجرحى في طوابير على باب المجلس..

إلى جانب ذلك نرجو من دولة رئيس الوزراء أن يتخذ بعض الخطوات التقشفية البسيطة التي تبعث الأمل لدى الناس، ومن أبرز تلك الخطوات منع سفر وزرائه ومسؤولي الحكومة على حساب الحكومة لندوات ومؤتمرات وحكايات نعلم أنها ليست مجدية على الأقل في الفترة الراهنة وليس من شأنها سوى إهدار الأموال، وأتمنى أن يتم تحويل بدلات السفر تلك لصندوق الجرحى بعد إنشائه..

الأستاذ باسندوة رجل يستطيع فعل الكثير لولا العوائق التي توضع أمام تحركاته خصوصاً تلك المتعلقة بالجانب الأمني، لكن الأمر يحتاج إلى قليل من الشدة أيضاً، لأننا نخشى في النهاية أن يصبح أمر العودة إلى المنازل موضة سيقوم بها العشرات من المسؤولين والوزراء. . دولة رئيس الوزراء، أملنا فيكم كبير، وملايين الناس معك، فكن معهم وعد إلى مكتبك كي تقترب من تفاصيل الأمور وكي لاتفتح باباً لمن يريدون لك القطيعة مع مسؤولياتك فأنت أجدر بها، لانطلب منك أكثر من طاقتك، لكننا ننتظر منك أكثر من مجرد دوام، وحل الملفات الصغيرة التي تخلق للناس جو أمل ينسيهم بعض مآسي عقود أنهك فيها النظام السابق كاهل الخارطة اليمنية. . لأننا نقف إلى جانبك نقول لك عد وأشعرنا بالأمان، وشد أزرنا بشجاعتك، واقهر واقعنا ببعض الخطوات البسيطة التي ستحفر في ذاكرة وقلوب الناس.

لأنك أمل هذا البلد لاتستكثر علينا عودتك، ومن يحب ينصح، ومن يكره يتشفى..أنت الأمل، فلا تدع الإحباط يتسلل إلى عيوننا بغيابك عن الواقع.. كن أنت الواقع، لأن مخزون الإحباط وافر لدى الناس وفيه مايكفي ولايحتاجون لخطوات من هذه التي تقتل بقية الأمل لديهم.. ننتظر عودتك!

زر الذهاب إلى الأعلى