أرشيف الرأي

مكر الله بالظالمين

في نهاية العام 2010 وقبل بداية الربيع العربي بأشهر قليلة قرأت كتاب برتوكولات حكماء صهيون حيث رأيت مكر الذين كفروا ورأيت حكمة الله في الذين ظلموا ورأيت سنة الله في الذين لا يفقهون..

نعم لقد رأيت فيها خطة تتكون من عدة مراحل وبمعرفتي بالواقع العربي ومن دراستي البسيطة للواقع من حولي رأيت ان الحكام قد نفذوا كل المراحل التي لا نستطيع القول انه بإمكاننا أن الهروب أو المرور دون نتجرع مر المرحلة المتبقية والتي سميت بثورات الربيع العربي والتي نستطيع من خلالها اذا قمنا من سباتنا أن نقلب الموازين رغم انها ضمن الخطة ولكننا كشعوب إسلامية تربطنا الكثير من الروابط الإنسانية أهمها الدين والأخلاق وما تحويه من تعاليم وقيم أن نوجه سير هذه الثورات باتجاه إصلاح ما افسد وبناء ما دمر من القيم والمبادئ التي يرتكز عليها تاريخ الأمة الإسلامية والحلول دون تنفيذ رغبات العدو في زعزعة الامن وتفرق الامة وسيطرة العشوائية على حياة المجتمع العربي الذي يعاني من تخلخل العلاقات التي تربط المجتمع بقيادته ووجود جدار يفصل بين الشعوب ومن يملك أمرها حتى بدا أن الهروب من هذا القيام بهذي الثورات حتى يقوم بها العدو هو تسليم الامر للعدو بل وتقديم خدمة كبيرة له..

إن المؤامرة كانت موجودة صاغها اليهود في أواخر القرن التاسع عشر بغرض السيطرة على الدول الأوربية وبقية دول العالم ولكنها سرعان ما انكشفت للأوربيين فقذفوا باليهود إلى خاصرة الوطن العربي وبذلوا له ما يقيمه ويمكنه من السيطرة على الوطن العربي كاملا ولكن بنفس الخطة التي رسمها للسيطرة على العالم من ارويا فعملوا كل ما بوسعهم من اجل ايصال عملائهم من الدول العربية إلى منصة الحكم وإفساد القيم والمبادئ والأخلاق لدى الشعوب العربية وقد نجحوا إلى حد كبير وكلنا اعلم بقدر الفساد الذي اثر على ترابطنا الديني والاجتماعي وحتى الاسري ولكن رغم حملات الإفساد التي قام بها اليهود وعملائهم نرى حملات الصحوة الاسلامية ورغم كثرة انتشار الباطل نرى للحق رجال((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتم نوره ولو كرة الكافرون)).. وما اريد اقوله من يستطيع ان ياتيني بحل لذلك الطغيان الذي ملأ بلاد العرب خصوصا دول الربيع دون قيام ذلك الربيع ومن يستطيع ان يأتيني بمهرب من هذا الربيع في ظل تلك الأنظمة التي كانت قد كفرت بالشعوب والشعوب التي ايضا قد كفرت بالأنظمة لان ما بينهم هو عقود من الذل والحرمان والفرقة في ظل شعوب تهوى العدل وتعتبره دين والقضية أصبحت اقرب إلى ان نسميها ثار شعوب قررت الثار من جلاديها.

ما دور الغرب..؟ الغرب لم يكن يتوقع انه قد حان وقت تطبيق هذه المرحلة فهو لم يكن قد اعد لها فوقف في تونس منذهلا مما يحصل متلعثما ببعض التصريحات التي تحفظ له ما وجه امام الشعوب المتحررة التي يحكمها واستمر كذالك في مصر حتى وصل إلى ليبيا استخدم قوته.. من اجل الحصول على "كم برميل بترول" ولم يعد إلى ما تقتضيه البرتوكولات الا في سوريا حيث تتقاطع المصالح الغربية وفي سوريا عميل الغرب المزدوج الذي يبطن عكس ما يظهره غيرة من الطغاة فكان هناك التلاعب وهناك اتجه يلعب يمين وشمال من اجل استنزاف طاقة الشعوب العربية وإدخالها في صراع طائفي ديني مع عدوها الشرقي إيران فهو يدعم وبشكل خفيف الثورة السورية وفي المقابل ايضا يدعم النظام السوري بشكل يطيل من عمر الثورة يسعى من خلاله إلى وتوسيع الحرب إلى خارج سوريا ولكنة لن ينجح باذن الله تع إلى لان طاقة الشعوب العربية التي بدأت وبشكل بطيء تتنبه لما يحاك لها وهي إن استيقظت بشكل كبير تستطيع مواجهة أعدائها في الشرق والغرب وتمكين دين الله الوسط ((وكذالك جعلناكم امة وسطا)) وبرأيي ان الشعوب العربية بدأت تستنزل مكر الله تع إلى بالدعاء والعودة إليه وانها بالجد والعمل والاتحاد تستطيع ان تقلب كل الموازين وتعيد السيل إلى مجراه الصحيح.

أرى كل أعداء الإسلام ليسوا أقل ندية له متى ما كنا نحن بقدر سمو هذا المنهج العظيم فهم عاجزون أمامه لأنهم يستندون إلى الباطل ونحن نستند إلى الله فما علينا إلا الاستقواء به والتوكل علية والانصياع لوحيه من امر ونهي وتعظيم حرماته ولكن الله يبتلينا بهم حتى يميز الخبيث من الطيب من بيننا.. ولولا كثرة الخبيث بيننا لما وصلنا إلى ما نحن فيه من الذل والذي يصيب هذه الامه في شامها أو يمنها أو كنانتها أو عراقها أو شرقها أو غربها انما هو رسالة من الله ان عودوا الي ايها المسلمون لعلكم تنصرون ومتى اجبنا هذه الرسائل واني لأرى من يجيب وبإذن الله سينزل مكر الله في الذين لا يؤمنون.

زر الذهاب إلى الأعلى