آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

العلمانيون بلا ميراث

"كلما قلنا يا الله قال الحوثي يا عون الله".
يستخدم هذا المثل عندما يأمل انسان برشد انسان آخر ولا يدري الا وقد طوّر من اخطائه وقام بما يدحض اي امل في رشده وهاهو السيد عبد الملك يخبرنا من غديره الأخير ان لا ولاية إلا لآل البيت أو الشيطان ممثلا بأمريكا ونحن جميعا معرضون لحكم الحوثي القاطع بولايتنا للشيطان.

لم يخطر لي يوما مقاومة عيد الغدير ذلك انني اراه احتفالا شعبيا وشكلا من فلكلور هو من حق اي جماعه سواء اكان مهرجانا للبكاء أو استعراض فضائل رمز تاريخي، ما بالك ان يكون علي بن ابي طالب الذي يرمز لكل ما هو عظيم وجسور ونقي في تاريخنا، لكنهم يريدون تحويله لأداة حكم وليس كافيا ما نكنه جميعا لعلي ما لم يتحول هذا المكنون لبيعة لأحفاده.

خطبته الأخيرة (عبد الملك موش الامام علي) خطبته الأخيرة وضعت حداً لآمالنا المفتعلة بقيادته لجماعة سياسية يمكن التعايش معها في بلد للجميع.

الرجل لن يرضى بأقل من البيعة ونحن لن نبايع ولن نقبل بخوض جدل فقهي حول مقاصد حديث الغدير، ذلك ان ما يردده الشيعة عن كلمات ووصايا النبي في غدير خم هي حقائق تاريخية والكل الآن يحاول الوجود والاستقواء بالاحاديث النبوية، وكل جماعة "تدي" حقها الحديث، وتوظيف روح اعظم العرب إلى مدير دعاية خاص بكل جماعة والنبي ارفع وأسمى من هذا كله.

ولو اعتمدنا ظواهر النصوص النبوية وتركناها للمستفيدين الاكثر جاهزية لكنا بذلك نعطي الولاية لاحفاد النبي وللزنداني ولعمر بن حفيظ وللقاعدة فلكل جماعة غديرها الملائم لمزاجها وان كان غدير الامام علي هو الاكثر جلاء الا أنه ليس علينا الرضوخ لأن يخيرنا هؤلاء بين سطوة النص أو الكفر.

العلمانية خيار حياة آمن غير قابل للتأويلات المتصادمة ليبقى ديننا روحا وليس مجموعة بصائر ووصايا تبدو بسبب تناقض مجاميع الورثة وكأنها متناقضة كليا بينما كان النبي يهدف لانقاذ الانسان وليس تجنيده للعمل في أراضي الورثة.

تقول لأحدهم نريد عدالة وحقوقا وحريات وتنفعل بقيم التحديث فيقول لك قال رسول الله وغلق الباب بوجهك فتلوذ بالصمت مفكرا في البحث عن مفر من رائحة العطر العنيفة تنبعث من ثنايا رجل يسعى لاقناعك عن طريق الحوار انه خير منك وان عليك تسليم روحك لمزاجه، وكيف ان الدين هو الحل لكل مشاكلك. يختلفون في مقاس السروال الابيض وفي اسم العاصمة الاسلامية الممولة للنشاط الدعوي، تتباين الالقاب ما بين حوثي وزنداني ووحيشي ومقبلي ومسوري لكنهم جميعا يشترون العطر من عبد الصمد القرشي.

هذه البلاد قلبوها مبخرة لانواع الروائح الخانقة التي تسعى لطرد الشيطان من رأسك بينما تذرف دموعك وتود لو كنت احد اشبال الكنغر تتقافز في سهل باستراليا. اما الحياة برفقة كل هؤلاء الورثة فهي مجازفة محضة بذهنك واحلامك وسلامتك.

العلمانيون لا يرثون. ذلك انهم أولاد زنا في مجتمع يسعى لاستخدام الاسلام كمنشط لتاريخ جهالة البدو الأجلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى