عزيزي اوباما امير الكافرين وصديق الاخوان المسلمين تحية طيبة اما بعد:
انه لمن دواعي السرور ان اهنئكم بفوزكم للمرة الثانية برئاسة اميركا، واتمنى لكم التوفيق في خدمة شعبكم وتخفيف العداء عنه والناتج عن السياسات المتعجرفة التي اتبعها اسلافكم، واذا اردتم السلام لشعبكم والعالم فالفرصة الان مناسبة والظروف مهيأة، فلا تبخلوا على شعبكم بالمزيد من الاستقرار وعلى العالم بالمزيد من الوئام.
اننا اليوم ننظر لتجربتكم الانتخابية وأجوائكم الديمقراطية على انها ارقى ما توصلت اليه البشرية في هذا المجال، بعيدا عن سياساتكم الخارجية والتي لا ترضينا ونمقتها عندما تكون عنصرية وتكيل بمكيالين، ونرى في تجربتكم الانتخابية المثال الاكمل والافضل للحكم وهي تجربة قابلة للتطبيق ولنقاوتها وتفردها وشفافيتها فانها تجعلنا نعلن حبنا لها كتجربة رائعة، واروع مافيها انه اثناء حملتك الانتخابية لم يعيرك احد انك "نقيلة" بلا اصل أو مولد أو انك خادم أو اسود أو حبشي أو افريقي اسمر، ولم يقل لك احد يا ابن البيضاء أو ابن السوداء اللخناء، ولم يعيرك احدا بأبئك واجدادك، ولم تكن مسألة النسب والحسب ذات صلة بفوزك في الانتخابات فانت لست حفيدا لعيسى أو موسى أو محمد عليهم الصلاة والسلام جميعا، ولم يكن كل هذا في حسبان الشعب الاميركي الصديق.
عزيزي اوباما ان تجربتكم الديمقراطية هي الاقرب تفسيرا لقول الله في كتابنا المقدس وامرهم شورى بينهم،، وهذه الشورى لم نستطع تطبيقها الا في فترة قديمة من تاريخنا الاسلامي حين تم انتخاب قادتنا العظام : ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم، واننا في شوق لتطبيق الشورى والمتمثلة في النموذج الاميركي المعاصر .
ان امتنا تتوق للحرية والديمقراطية وبصفتكم قائدا للامة الاميركية ندعوكم لدعم شعوبنا للوصول إلى الديمقراطية الحقة، وبما انكم وقفتم موقفا جيدا من ربيعنا العربي نامل مواصلة دعمكم وازالة العراقيل من امامه حتى يشمل كافة دول المنطقة نظرا لاحتياج شعوبنا للديمقراطية التي اعادت للانسان قيمته، وان اختلفنا معكم في تأويل الديمقراطية في بعض جوانبها فهي عندنا تتفق مع ديننا الذي وجد ليحكم فهو الدين السماوي الذي اسس على ان الدولة جزء من مشروعه الحضاري، وان كان دينكم لا يتدخل بامر السياسة فهذا شأنا اخر يخص طبيعة دينكم.
لقد خلصتم بلدانكم من سلطة الكنيسة التي تدخلت فيما لا يعنيها لان المسيح عليه السلام جاء ليغير اخلاق قومه نحو الافضل بعد ان ساءت ولم يات ليحكم.. وقد جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الاخلاق وليكن رحمة لنا جميعا نحن واياكم وكل هذا العالم وجاء ليحكم، ولذلك فقد اسس لنا اول دولة مدنية في تاريخنا العربي والاسلامي وجاء لينصر مستضعفي العالم وتحريرهم من عبودية البشر.
وبناء عليه فان علمانيتكم لا تلزمنا في شيء فلدينا من هدى ربنا ما يتفوق عليها وعلى غيرها من الانظمة العالمية، ما يلزمنا فقط هو ارساء اسس الديمقراطية الصحيحة والتخلص من انظمة الفساد والافساد التي نشرت العداوة في المنطقة وصدرت الارهاب للعالم، والتعاون بيننا صار افضل للمنطقة والسلام العالمي العالمي المنشود .
تهانينا لكم وتمنياتنا للشعب الاميركي الصديق بالمزيد من الرفاهية والسلام والحب.