بكيتُ دَماً ما حلَّ في أُمَّةِ الهُدى
ولستُ بدمعي رغمَ قيديَ أُعذَرُ
خجِلتُ من المليارِ أبكي باسمِهم
على أهلِنا - عجزاً- بدمعيَ أنصُرُ
و(يأجوجُ) في (بورما) يبيدُ أحِبَّتي
و(مأجوجُ) باسمِ (النارِ) في الشامِ يَنحَرُ
وما حيلتي .. حولي غُثاءُ، وما بِهِ
نَصِيرٌ ك(ذي القرنينِ)، بالسدِّ يَحجُرُ
فأعتى القُوَى في الأرضِ (قابيلُ) نبضُها
فإنجادُها كالغزوِ ، بلْ هو أخطرُ
لها وجهُ إنسانٍ ومِخلبُ لبوَةٍ
وتغريدُها بالسلْمِ قصفٌ مُزَمجِرُ
لها في بلادِ الرافدينِ شواهدٌ
دَمٌ من عيونِ النخلِ مازالَ يقطرُ
ولا فرقَ في موتِ الضمائرِ، فالقُوَى
كهذا الغُثا .. بالصمتِ عاراً تدثَّروا
أنادي كمَنْ فوقَ القبورِ مؤذِّناً
وهلْ يسمعُ الموتى الأذانَ فينفِروا ؟!
وحيداً أجُرُّ الحُزنَ خلفي وأتَّقي
بصدري رصاصَ الغدرِ ، للسلْمِ أنشُرُ
فلمْ يتركوا للسلْمِ معنىً، وإنْ شَدَتْ
بِهِ (الأممُ .. ) الصمَّاءُ؛ فالسلْمُ أحمرُ
وأنكا جراحَ الحُرِّ في القلبِ أنْ يرى
مِن الشعبِ مَن بالشعبِ كالذئبِ يَغدُرُ
تراهم غَدَوا سلماً على كلِّ مُعتدٍ
وحرباً على الأوطانِ .. باعوا .. تنكَّروا
سَلُوا الشامَ عن (بشَّارِ) كيفَ استباحَها
وأمسى ك(هولاكو) .. بحِقدٍ يُدَمِّرُ
سَلُوا عن بني صهيونِ كيفَ احتمى بهم
وصانَ الذي احتلُّوهُ منها وعَمَّروا
فآهٍ على الأوطانِ مِمَّا أصابَها
بأيدي بنيها .. كم سأشكو وأصبِرُ ؟
فكم غصَّةٍ أدمَتْ فؤادي !! أساسُها
يهودٌ، وفرسٌ، ثمَّ عبدٌ مُسَخَّرُ
وأعدى أعادينا هو الجهلُ بينَنا،
_ ومادامَ فينا _ كيفَ يا قومُ نُنصَرُ ؟!!
***
ياسين عبدالعزيز
17/7/2012م