آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

وهل للحوثيين عهد أو كلمة؟

شهدت الأيام الماضية مواجهات مسلحة بين الحوثيين والقبايل في الجوف وقد توصل الطرفان قبل أيام إلى صلح قبلي أوقف المواجهات المسلحة وأنا شخصيا مع الصلح وحقن الدماء وإحلال السلام بين أبناء اليمن فالحرب لا تلد إلا الخراب ولكنني لدي قناعة أن الصلح عند الحوثيين مجرد تكتيك مرحلي ليس إلا لأن سيدهم الذي يحركهم يسعى جاهدا نحو السلطة التي هي غاية أمره ومبلغ علمه وأكبر همه ولذا يهادن ويحارب تكتيكيا حتى يصل لهدفه ولنا في الحروب الماضية مع الدولة والقبايل عشرات الشواهد والأدلة.

وعين الغباء أن يصدق البعض أن هذه العصابة المسلحة الإجرامية يمكن أن تهادن بعض القبائل أو تترك الناس في حالها طالما وهي قوية ومتمكنة فأبناء اليمن وخصوصا في المناطق المجاورة للمناطق التي يسيطر عليها الحوثي بقوة السلاح هم إما أعداء وعملاء للأمريكان وإسرائيل يجب قتالهم أو خدام للسيد القنديل وعليهم أن ينخرطوا ضمن قطيع الزنابيل .

أعتمد الحوثي خلال الحروب السابقة خطة المهادنة والصلح وإحلال السلام وحقن الدماء ووساطة المشايخ والمسئولين عندما يحس بضعف ويشعر بأن مقاتليه هزموا وهو تكتيك مرحلي حتى يحصل على استراحة محارب يجمع فيها صفوفه ويقوي مليشياته ثم يهجم من جديد .

والبعض يتساءل : كيف يهادن وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( حسب اعتقاده ) من هم عملاء للأمريكان ولليهود ؟!!

والجواب : هي الحرب والحرب خدعة وهذه أكبر خدعة في الصلح الذي يدركه به خبرته في صنعاء والمشايخ والمسئولين كلما هزم مقاتليه لكي يسحب أفراده سالمين من المناطق التي حاولوا التوسع بها وحتى يحصل على استراحة محارب يتقوى فيها ويعيد تقييم نفسه ورص صفوفه من جديد ليكر على من لم يخضع لسلطته وينضم للقطيع ولنا عبرة في عشرات القبائل والشخصيات التي تحالف معها الحوثي خلال الحروب السابقة مكرها حتى إذا وضعت الحرب أوزارها تفرغ لهم وأنتقم منهم واحدا تلو الآخر بما يشفي غليله ويبرد قلبه والغريب والعجيب أن البعض ما يزال يصدق أن للحوثي دين وعهد وكلمة وهو يرى كيف تصرف مع الشخصيات والمشايخ والقبائل التي عارضته بما يثبت أن الحوثي ثعلب متلون ومجرم ماكر .

لماذا لا يسأل من يصالح المجرم الحوثي أنفسهم : لماذا لا تأتي وساطة المشايخ والمسئولين عندما يكون الحوثي هو المنتصر والمتفوق في المواجهات ؟!!

ولماذا تأتي هذه الاتصالات المكثفة ودعوات الصلح وحقن الدماء وإحلال السلام وجاه الله فقط عندما تهزم مليشيات الحوثي وتحاصر ؟!!

إن هذه الوساطات والاتصالات ودعوات الصلح وحقن الدماء وإحلال السلام هي جزء من خطة عمل الحوثي وخبرته الجاهزين دوما لإنقاذه وفي هذا المقام أدعوا جميع القبائل المحيطة بالمناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي إلى رص صفوفها وجمع كلمتها والتوحد ولا يصدق أحد أن الحوثي له كلمة أو عهد أو يحترم الصلح وحتى لا يقول البعض " أكلت يوم أكل الثور الأسود" كما في المثل اللهم إني بلغت اللهم فاشهد والأيام بيننا .

زر الذهاب إلى الأعلى