آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

رأي البيان: الحوار والمصلحة اليمنية

لا شك أن الحوار في اليمن بات مستهدفا من قبل جهات لا تريد الخير لليمن، فقتل دبلوماسي سعودي ومرافقه في هجوم لمسلحين، والتفجير الذي استهدف عناصر الحوثيين في ذكرى عاشوراء، يشكلان علامة خطيرة تضر بالأمن والسلم الاجتماعي، لأنها موجهة بدرجة رئيسة نحو التسوية السياسية في البلاد، فهي تسعى إلى وأد عملية التغيير الجارية وإيقاف عجلتها وجر البلاد إلى أتون الحرب والفوضى.

إن السكوت عن مثل هكذا تصرفات ليس في مصلحة الوطن، ولا في مصلحة التسوية السياسية المنبثقة عن المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لإخراج اليمن من أزمته الراهنة صوب المستقبل الآمن لكل أبنائه, لذلك على الجهات الأمنية المعنية عدم التهاون، وكشف الجهات التي تسعى بكل ما لديها من أجل إعاقة الحوار وضرب اللحمة الوطنية.

فالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ما كاد أن ينتهي من معركة القضايا التي ينبغي أن تطرح على طاولة الحوار الوطني، حتى أخذ بعض القوى والأيادي الخفية تتحرك نحو معارك أخرى لا ندري إلى أين ستنتهي، فيما يبرر البعض هذه المعارك حول الحوار باعتباره مدخلاً مهماً لوضع اللبنات الأساسية لبناء يمن ما بعد النظام السابق، وبالتالي فإن التمثيل فيها ينبغي أن يكون عادلاً ومنصفاً، كي لا يقع المستقبل رهينة في يد من لا تعنيهم مصلحة اليمن بقدر ما تعنيهم مصالحهم الشخصية.

إن طريق الحوار هو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله تجاوز التحديات والأزمات القائمة، وتخطي المخاطر المحدقة التي تتربص بمستقبل البلاد، الأمر الذي يستدعي الإسراع في إصدار بيان سياسي مشترك وعاجل من جميع الأطراف، يتضمن الاستعداد للمشاركة العملية والجادة فيه، فالحوار هو البوابة والجسر الناقل لليمن من الفقر واللاأمن، إلى اليمن السعيد حقيقة وواقعاً ملموساً.

الحوار خيار لا مفر منه، فالنجاح سيفكك التناقضات ويؤسس لمرحلة جديدة، حتى وإن لم تتغير تركيبة القوى الفاعلة، وبالحد الأدنى ستولد من قلب الحوار تحالفات قوية مراهنة على بناء الدولة وتوظيف قوتها في البناء، ومواجهة التحديات وضرب أي تمرد مناهض للتغيير النافع لمستقبل اليمن والحامي لأمنه القومي.

زر الذهاب إلى الأعلى