الوضع الراهن لا يبشر بخير وكل سلك واديا ليتخيل سيناريو لمستقبل اليمن الغامض إذا فشل الحوار أو لم يتم .وكل هذا في رأي الكثيرين بسبب ثوره لم تكتمل أو نصف الثوره الذي حدث ولا ندري هل ذلك بسبب التدخل الخارجي الذي ظاهره خير اليمن وباطنه خراب اليمن تدريجيا .
بل ان هذه الاوضاع تجعلنا نفكر أن صالح كان رجلا داهيه ومازال هو الرجل الداهية الذي يلعب بالدمى على مسرح اليمن ويحرك الدمى الصغيره بخيوطه الخفية ويصدمها ببعضها ليضحك منها وهي تقاتل بعضها البعض بل لنا ان نصدق ان صالح كان الانسب لحكم اليمن كما كان الحجاج هو الانسب لحكم العراق كما حدث لشخص كان يستقل احد الباصات يشكو من المتقطعين في الطرق ومعاناته معهم وهو يقود احدى الناقلات المحمله بالبضائع وكيف ابتزوه وسببوا له الخساره والخوف من فقدان حياته واخذ يسأل من في جواره هل حدثت هذه التقطعات في زمن صالح . واصبح فجأه زمن صالح هو الزمن الجميل.
إنه الإحباط من الوضع وليس لأن اليمنيين لا يحتاجون إلى فضاء الحريه كي يتبادلون الرأي وما يحتاجونه فعلا هو عصا غليظه وحاكم جاهل.
فعندما تداعى رجالات السياسه ووجهائها إلى مؤتمر الحوار الوطني كمخرج استبشر الناس بما يسفر عنه هذا الحوار .
الا ان ومع مرور الايام تكشف للمواطن البسيط ان مؤتمر الحوار هذا ما هو الا مصدر جديد للخلاف والمشاكل وتبادل الاتهامات ومزيدا من المزايدات وفتح لنا ابواباوحفرا اكثر عمقا لخلافاتنا.واصبح كل طرف في الحوار يملي شروطه اويتمنع في دلال الراغب وكأننا في وليمه ولمن يكون نصيب الأسد أو يكون له الفيتو اليمني حتى يتمكن من قلب طاولة الحوار على رؤوس المتحاورين.
وذهبت كل جهه إلى القدح والنيل من الاخرى وكل فئه تحسب نفسها الاحق بالنسبه العاليه في التمثيل وانها الممثل الوحيد والرسمي لقطعان البشر المغلوبين. بل وظهرت جهات واشخاص يريدون تمثيل انفسهم حتى شمل الحوار جميع ابناء اليمن ولله الحمد حتى الجماعات الارهابيه واليهود .
وان كانت اللجنه التحضيرية للحوار قد نست فئة اخيرة ومهمة جدا وفي نفس الوقت غير مهمه اطلاقا هذه الفئه لا تنتمي لأي كان من جماعات أو اقليات ومن اجلها قام الحوار في ظاهر الأمر هذه الفئه الهامشيه ليست بسيطه بل هي غالبية الشعب انهم الناس العاديون الذين يكرهون الحوارات ومؤتمراتها ويتمنون افعالا حقيقيه ظاهرة للعيان لا تدخلهم في متاهات سياسيه جدليه لا يعلمون إلى متى تطول وما هي نهايتها.
فأذا كنا قضينا نصف المرحله الانتقالية في تهيئة الاجواء للحوار ومداراة ومراضاة وملاطفة المتحاورين فكم سيدوم هذا الحوار واذا (حنق )احد المتحاورين هل نعود لمراضاته من جديد .
وهل يكفي النصف الثاني للمرحله الانتقاليه لكي نكمل مؤتمر الحوار ؟وبنهايته نصل إلى قرارات مرضيه يتكفل المؤتمر أو الحكومه أو اي كان بتطبيقها. قبل ان يأتي طوفان الانتخابات اليمنيه والتي ابدا لن تكون متحضره أو سهله بل هي ثوره اكبر سيخوضها اليمن النصف جديد ضد اليمن نصف مهترئ.