أرشيف الرأي

مجهولون.. ولكن

قضى اللواء سالم قطن نحبه في هجوم نفذه (صومالي) اعترض موكبه ,وظلت القاعدة هي الجهة المجهولة في القضية, ولم نعرف بعد كيف أن المنفذ كان صوماليا مع أنه قتل في الحادث.

جنود ومواطنون غادروا الحياة أمام مجلس الوزراء بسيارة مفخخة,قيل أن السفارة الروسية زودت أجهزة الأمن اليمني بشريط للحادث سجلته كاميرات المراقبة على أسوارها,وظل الفاعل مجهولا حتى اللحظة.

تعرض وزير الدفاع لـ6 محاولات اغتيال وتم نفي المحاولة السابعة, وظل الجناة في علم الغيب,كما حدث في اغتيال العميد الأشول مدير أمن منطقة السبعين بدراجة نارية ,وبعده بأيام الضابط المسئول عن التحقيق في حادث اقتحام السفارة الأمريكية,وربما تكون نفس الدراجة النارية في الحادثتين ولا زالت تجوب شوارع العاصمة كمجهول.

أركان حرب المنطقة الوسطى ذهب في كمين مجهول كذلك مع 7 من أفراده مع أن مأرب على الخريطة,ونائب مدير أمن ذمار كذلك نائب مدير أمن المكلا ذهبا ضحية مجهولين/مجهول واحد من يدري.

ضابط الأمن السياسي بصعدة قتل في شقة بالأمانة كما حدث مع المحامي حسن الدولة, اكتشف الأخير من قبل نجله,وظل الأول لأيام دون معرفة أحد بموته, ولم يزل المجهول يتابع أحداث الجريمتين,ربما من مسرح الجريمة ذاته.

قتل الدبلوماسي السعودي قرب نقطة أمنية قيل عنها (وهمية) ليتحول الأمن إلى مجهول بدروه.

حادث قاعة زهرة المدائن بالعاصمة يشبه حادث عزاء اللجان الشعبية بأبين والفرق يكمن فقط في المجهولين وأداة الموت.

محاولات اغتيال أمين عام الحزب الاشتراكي, وأمين عام اتحاد القوى الشعبية, وآخرون من أوزان متفاوتة والمجهول بنفس ثقله لا يتزحزح.

أسماء مفجري أنابيب النفط والغاز,وخطوط الكهرباء على شاشة التلفزيون,وصفحات الجرائد ,وهم في منازلهم يعيشون حياة المشهورين دون خوف.

صفقات أسلحة ومعدات اتصال متطورة, وبكميات مخيفة تعبر البلاد أو تقف على المنافذ أو تضبط ,كأنها تهبط من الفضاء دون أوراق ولا وثائق,عدا واحدة منها في حادثة الشوكولاتة.

لجان تحقيق لكل حادثة لم يبد أنها حققت أي نجاح يذكر,لتشكل لجنة تتولى متابعتها والحقيقة في تابوت اللجان مجهولة بشدة.

الإيمان بالغيب من صفات المؤمنين ,لكن ما يجري ليس غيبا ,إنما هو عيب لم يعترف به أحد بعد.

لن تؤدي هذه السطور إلى شيء معلوم بالتأكيد لكن لها أن تجرني إلى أمنيتين سخيفتين الأولى ألا يكون مصيري مجهولا,والأخرى تود لو أن اللغة العربية خلت من المبني للمجهول ,ربما تحدثناها بسهولة أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى