لم يعد أحد يجهل حقيقة الحوثي أو ما يمارسه من أعمال وحشية وهمجية في محافظة صعدة، ولم يعد الحوثي وجماعته يثير جدلاً لذاته أو منهجه أو حتى تنفيذه أجندة خارجية.. ما يثير الجدل منذ أسابيع هو منح الحوثي 35 مقعداً في مؤتمر الحوار الوطني وتجاهل وحرمان بقية أبناء صعدة، ليصبح الجلادُ هو المتحكم بمصير ضحاياه في سابقةٍ هزلية لم تسطر مثلها كتب التاريخ حتى الأكثر اسوداداً وهمجية منها.. وكما هو دأبه يحاول الحوثي التضليل والتدليس على العامة من الناس، ونشر الادعاءات والأكاذيب حول حقيقة توجهه ومذهبه وما يسعى إليه من أهدف.. وعلى الرغم من أنه ضلل الكثيرين وحقق بعض المكاسب التي من أبرزها حصوله على 35 مقعداً في مؤتمر الحوار المزمع عقده، ودون أن يترك سلاحه أو حتى يكف عن ممارسة العنف والعنت والتسلط على أبناء صعدة..
تجاهل فنية الحوار لأبناء صعدة ومنحها للحوثي 35 معقداً في الحوار أثار موجة استياء واسعة لدى أبناء صعدة، بل ولدى كل أبناء اليمن، حيث انطلقت المسيرات المنددة بذلك والمطالبة بالتمثيل العادل في الحوار الوطني، كما سارع عدد من المثقفين والمشائخ والوجهاء والدعاة من أبناء صعدة لفضح الحوثي وتبيين حقيقته.. ولعل من أبرز هؤلاء المتحدث باسم صعدة الشيخ/محمد عيضة شبيبة، أحد الشخصيات الاجتماعية والعلمية بصعدة، والذي كشف كثيراً من المبهم في قضية صعدة، والحوثي بوجه خاص، واصفاً صعدة بالسجن الكبير الذي تنتهك فيه حقوق الإنسان.
ففي حوار له مع الزميلة "أخبار اليوم" في عددها الصادر يوم الأحد 16 ديسمبر الجاري أكد عيضة أن الحوثي ما يزال يمارس غوايته في صعدة، وينهب الخاص والعام ويفرض تدريس ملازم حسين الحوثي بالقوة بعد أن احتل المدارس واستولى على الأموال العامة وحتى المساعدات الغذائية التي تقدمها منظمات دولية يستولي الحوثي وجماعته عليها..
متسائلاً عن الدولة وعدم وجودها في صعدة، ومتهماً حكومة الوفاق بالتعامل مع عصابة الحوثي الإرهابية، وساخراً في الوقت ذاته من لجنة تقصي الحقائق بصعدة التي شكلها رئيس الحكومة محمد باسندوة، حيث اتهم أعضاءها باعتناق فكر الحوثي ومذهبه.. ودعا الشيخ محمد عيضة الحكومة لبسط نفوذها على صعدة كاملة، مطالباً بتطبيق الدستور والقانون على كل أبناء صعدة يمن فيهم الحوثي، كما شدد على ضرورة نزع سلاح الحوثي وإلغاء سجونه ومعتقلاته ورفع نقاطه العسكرية، مطالباً بإعادة المشردين والنازحين إلى قراهم ومساكنهم، ودعا عيضة الحكومة إلى ضرورة أن تسمع من طرفي النزاع "الظالم والمظلوم".
وأشار عيضة إلى أن علاقة الحوثي بأميركا جيدة، واصفاً إياها "بالسمن على عسل"، مستدلاً على ذلك أن الحوثي يرفع شعار العداء لأميركا ويقتل اليمنيين دون المساس بأي أميركي، كما أن أميركا لم تضع الحوثي ضمن قائمة الإرهاب ولم تلاحقه بطائرات دون طيار، كما هو الحال مع القاعدة..!
وكشف عيضة عن زيف ادعاءات الحوثي بنبذ الطائفية والدعوة إلى التعايش، واصفاً إياه بأنه "أبو الطائفية والداعي إليها"..
كما اتهم عيضة قوى بدعم ومساندة الحوثي وعلى رأسها النظام السابق، والحرس الجمهوري الذي سماه "الحرس الحوثي"..
وشدد الشيخ عيضة في حواره مع الزميلة "أخبار اليوم" على ضرورة إغلاق صندوق الإعمار في صعدة قائلاً: لأنه صندوق يعمر للظالم، المتمرد ويترك بيوت المواطنين بدون إعمار..
مؤكداً على أن الحوار الوطني هو المخرج لحل مشاكل اليمن، لكنه استنكر إعطاء الحوثي الذي لا يمثل سوى أقل من عشرة في المائة من سكان صعدة، في حين أن ما نسبته 90% من أبناء صعدة مشردون ومهجرون ولم يعطوا حتى مقعد واحد..!
ومستنكراً أن تخضع حقوق أبناء صعدة وبيوتهم وممتلكاتهم التي نُهبت منهم للحوار والتصويت، مطالباً الدولة بإنصاف ورعاية مواطنيها في صعدة قبل كل شيء..
وهدد الشيخ محمد عيضة بتصعيد الاحتجاجات وقلب الطاولة على رؤوس المؤتمرين إذا لم تلبَ مطالب أبناء صعدة في الحوار الوطني..
هذا وتأتي أهمية ما قاله المتحدث باسم صعدة الشيخ محمد عيضة شبيبة من كونه فضح وكشف حقيقة الحوثي وزيف ادعاءاته، والتي يحاول على الدوام الالتفاف حولها والتضليل على أبناء الشعب اليمني ومحاولة كسب التعاطف والتأييد ولأنصاره..
وفي اعتقادي أن ما تحدث عنه الشيخ عيضة مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح لتوعية الناس وفضح أكاذيب الحوثي وأتباعه، ولفت أنظار العالم إلى جرائمه.. والمطالبة بمحاسبته والانتصار للمظلومين الحقيقيين وهم أبناء صعدة، وعدم ترك محافظة صعدة نهباً له ولأتباعه..