في ندوة «هيكلة وزارة الداخلية» أرسل الرئيس هادي رسائل واضحة وحاسمة حذّر خلالها من يفكّر في عرقلة التسوية، ويوم الخميس اتخذ الرئيس هادي القرار التاريخي الذي انتظره الناس طويلاً.
كثيرون كانوا يلحّون على اتخاذ القرار قبل أكثر من عام، وكنت أتمنّى أن تُتخذ مثل تلك القرارات في عهد الرئيس السابق ليكون التغيير سلساً ودون تكاليف، ولو فعل لشكرناه ولشكره التاريخ أيضاً، ولكانت البلاد في حالٍ أفضل، ولكان الرئيس هادي القادم من الجنوب يقيم اليوم في دار الرئاسة الذي يجب أن يكون مقرّاً دائماً لرؤساء اليمن الموحّد طالما بقيت صنعاء العزيزة عاصمة.
وبالتأكيد لايزال هناك من يرغب في تأخير قرار الهيكلة وتوحيد الجيش؛ غير أن من يفكّر على ذلك النحو سيجد أن لا مناص أمامه من التقبُّل والتنفيذ، ومن الواضح أن القرار اتخذ في وقت حاسم ومناسب.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو ترحيب يحيى صالح، وما نُسب إلى أحمد علي من موقف إيجابي، إلى جانب موقف علي محسن الذي أتى منسجماً مع موقفه من التغيير.
في مثل هذه المواقف مطلوب قدر كبير من المسؤولية الوطنية والوقار بعيداً عن المناكفات والشعور بالهزيمة أو الانتصار، فانتصار الوطن انتصار للجميع؛ وكذلك هزيمته بغلبة العواطف أو انتصار الأشرار عليه وإن كانوا من بنيه.
لاتزال مشاريع الإنهاك والتشرذم والاضطراب محدقة بالوطن العزيز من كل اتجاه وتتنازعه من كل جانب، ولاتزال استجابات معنيين كثيرين دون المستوى المطلوب، وأحيانا خارج السياق، فما بالنا بالمخرّبين والمعطّلين من كل صنف ونوع؛ بما في ذلك الذين يظنّون أنهم يُحسنون صنعاً؛ دعك ممن يزيّنون سوء أعمالهم بالمال الحرام والإعلام المضلّل.
قدرُ الرئيس هادي أن يواجه مصاعب جمة وتحديات وتعقيدات غير مسبوقة لم تواجه قائداً يمنياً من قبل، وواجبه اتخاذ تدابير ذكية وقرارات استراتيجية لإنقاذ اليمن من المخاطر المحدقة به على طريق إعادة ترتيب أوضاعه وإصلاح شأنه.
مسيرة الرئيس هادي، خريج الثلاث أكاديميات تشير إلى أنه ليس مجرد سياسي تقليدي أو ممن يتوق إلى تسجيل بطولات أو لفت أنظار، بقدر ما تؤكد تلك المسيرة أنه رجل مهام صعبة وتنفيذ الواجبات وإن كانت محفوفة بالمخاطر، وهذه سمات القائد المحترف المنضبط الشجاع.
وبالنظر إلى مهام الرئيس هادي الاستثنائية في لحظة تاريخية فارقة، وفي ضوء التطلُّعات الكبيرة التي تعوّل على دور الرئيس قياساً بالمخاطر والتعقيدات والتحديات العديدة التي تحيط بالبلد، فقد يسجّل التاريخ أنه أهم رئيس في تاريخ اليمن الحديث، وقد تأتي ساعة ميلاد اليمن الحلم على يد هذا القائد المحترم الحازم.
جل اليمنيين يتوقون إلى ذلك بالتأكيد، فقد طال انتظارهم وتكرّرت خيباتهم، وأرى أن ساعة ميلاد اليمن المأمول تقترب بالفعل، وعلينا أن نجعل الأمر كذلك على الرغم من كل ما يجري؛ ولذلك لابد من وقوف الشعب اليمني بكل فئاته إلى جانب الرئيس هادي الذي يحتّم عليه قدره القيام بدور تاريخي واستثنائي.. وحذار من الخذلان على طريقة «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون» فكيف بمن يقول: «إنا هاهنا معرقلون»..!.
أكتب هنا بصفتي الدائمة مواطناً يمنياً مازلت أحلم بوطن عزيز مستقر ومزدهر وموحّد إلى الأبد، وليس بصفة وظيفتي الموقتة عضواً في حكومة الوفاق التي تؤازر الرئيس وتسانده وتؤيده بالإجماع.