[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الأسباب الحقيقية لرفض الحوثيين هيكلة الجيش

لاقت القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي الأربعاء بخصوص هيكلة الجيش ترحيبا واسعا من قبل عموم أبناء اليمن بمختلف تياراته السياسية وتوجهاته الفكرية فقد ظلت عملية هيكلة الجيش وإنهاء انقسامه مطلبا شعبيا وثوريا وخطوة هامة باتجاه الأمن والاستقرار وتهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني القادم .

رحب الجميع بهيكلة الجيش وأيدوا هذه القرارات التاريخية باستثناء الحوثيين الذين رفضوا هيكلة الجيش بدعوى أنها تجعله تحت الهيمنة الأمريكية وتخضعه وتطوعه للأمريكان وهي ذريعة لا تقنع أحدا فاللجنة العسكرية والأمنية المكلفة بهيكلة الجيش هي لجنة وطنية ومشكلة من قادة وخبراء عسكريين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة هذا إضافة إلى أن الحوثيين لا يمتلكون أي تصور لهيكلة الجيش حتى يقدمونه كبديل للتصور الحالي أو حتى يطرحونه للرأي العام إضافة إلى أن الحوثيين لم يشرحوا لنا: كيف ستجعل عملية هيكلة الجيش مؤسسة الجيش اليمني تحت الهيمنة الأمريكية والوصاية الأجنبية ؟!! .

وهل كان الجيش اليمني في ظل الانقسام بعيدا عن الهيمنة الأمريكية والإشراف المباشر على بعض الوحدات مثل وحدات مكافحة الإرهاب التي كانت تديرها عائلة صالح حلفاء الحوثيين وكانت تستخدم في ضرب المناوئين والمعارضين ولم يكن لها وجود ضد الإرهاب ؟!!

لقد تحولت " الهيمنة الأمريكية " إلى شماعة للحوثيين يعلقون عليها رفضهم للمبادرة الخليجية وحكومة الوفاق وهيكلة الجيش والحوار والوطني بل إن ((رفض الهيمنة الأمريكية)) أحد أهم الركائز التي تقوم عليها جماعة الحوثي في الوقت الذي تمد مع الأمريكان جسور العلاقات والتواصل بل إن هناك تحالف سري بين الحوثيين والأمريكان ( للتوسع انظر مقالنا : أهداف التحالف السري بين الحوثيين والأمريكان ) والباحث في الظاهرة الحوثية والمتتبع لجماعة الحوثي يدرك أن وراء أكمة رفض هيكلة الجيش ما وراءها وهذه من وجهة نظري أسباب رفض الحوثيين لهيكلة الجيش وإنهاء انقسامه :

1 هيكلة الجيش ستوقف عملية تهريب الأسلحة والمعدات الثقيلة من الحرس للحوثيين فعلى مدى الأشهر الماضية ظلت عملية نهب أسلحة الحرس وتهريبها للحوثيين متواصلة ومن بعض معسكرات الحرس وخصوصا التي في أمانة العاصمة وبتواطؤ بعض القادة والضباط والأفراد الموالين للحوثيين وعائلة صالح.

2 هيكلة الجيش ستضعف بلا شك نفوذ عائلة صالح وتقلصه إلى حد كبير وبضعف عائلة صالح وانحسار نفوذها سيخسر الحوثي أهم وأبرز حلفاءه الذين أعطوه كل ما يحلم به من الأسلحة والتمويل المادي والانتشار ناهيك عن الامتيازات والتسهيلات الأخرى.

3 هيكلة الجيش ستؤدي إلى إنهاء انقسام الجيش اليمني وتحويله لمؤسسة وطنية قوية وضاربة وقادرة على مواجهة المتمردين والخارجين على النظام والقانون وهذا ما يخشى منه الحوثيين فهم قانونا متمردين واصطدامهم مع السلطة أمر حتمي وحين يواجهون جيشا موحدا وقويا سيندحرون رغم محاولاتهم بناء جيش خاص بهم وتدريبه على مختلف الأسلحة فالحوثيين يريدون مواجهة جيش منقسم في ولائه وضعيف في تدريباته وينخره الفساد والمندسين من الموالين لهم .

4 رفض الحوثيين لهيكلة الجيش محاولة لإرضاء عائلة صالح خاصة بعد نشر أخبار عن لقاء صالح بقياديين حوثيين على إثر صدور قرارات هيكلة الجيش حيث طلب صالح من الحوثيين رفض هيكلة الجيش فبادروا لإرضائه وظهروا رافضين لهيكلة الجيش أكثر من بعض رموز عائلة صالح نفسها فيحي صالح أيد القرارات وغادر اليمن متوجها لبيروت ونجل صالح في روما " أحمد " لم يصدر عنه موقف صريح رافض لهيكلة الجيش وما نشر من أخبار تؤكد موافقته وتأييده لهيكلة الجيش وإذعانه للنظام والقانون لكن صالح الذي أخفق في حشد قيادات المؤتمر لرفض قرارات الهيكلة التقى مع الحوثيين في هذا الموقف الذي يؤكد مدى التحالف العميق بين عائلة صالح والحوثيين .

5 هيكلة الجيش وتحييده عن المشهد السياسي بكل صراعاته وتحالفاته ستشكل بلا شك خطوة هامة في طريق تحقيق الأمن والاستقرار باليمن وهذا الاستقرار لا يخدم الحوثيين بل ويعيق توسعاتهم التي حدثت بقوة السلاح في الفترة التي شهدت فيها اليمن ثورة شعبية واضطرابات أمنية فانشغلت السلطة عن مواجهة تمدد الحوثيين في بعض المناطق المتاخمة لصعدة فشكلت هذه الاضطرابات تراجع سلطة الدولة بالنسبة للحوثيين مناخا مواتيا فتوسعوا في بعض مديريات حجة والجوف وعمران .

6 هيكلة الجيش ستهيئ المناخ لعقد مؤتمر الحوار الوطني الذي يرفضه الحوثيين رغم تمثيلهم ووجودهم الاستطلاعي فيه لأن مؤتمر الحوار الوطني سيناقش ملف صعدة وسيوجد حلولا لمشكلة صعدة تبدأ من نزع أسلحة مليشيات الحوثي وإخضاعه لسلطة الدولة وهو ما يخشى منه الحوثيين ويعملون له ألف حساب ولذا يسعون بكل جهد وقوة لإفشاله وآخر محاولاتهم دفع صالح لرفض السفر للخارج والبقاء باليمن والإعلان عن ترأسه لهيئة ممثلي المؤتمر في مؤتمر الحوار الوطني حتى ترفض بقية القوى المشاركة في وجود صالح ويتصلب المؤتمر بموقفه ويفشل مؤتمر الحوار أو يؤجل .

7 قرارات هيكلة الجيش رفعت من شعبية الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوت من هيبة الدولة وهذا ليس في صالح الحوثيين الذين يسعون لإضعاف الدولة وضرب هيبتها لأن وجود دولة وله هيبة عند الجميع سيجعلها تتعامل بقوة مع ملف صعدة وتحسمه عسكريا وسيقف معها الجميع ويلتف حولها الشعب أجمع .

8 للحوثيين حصة لا بأس بها في الموارد التي كانت تنهب باسم مائة ألف جندي وهمي لا وجود لهم إلا في كشوفات الحرس كما أن الحوثيين قاموا بتجنيد آلاف من شبابهم وأنصارهم في الحرس إبان الثورة الشبابية الشعبية وكثير من هؤلاء يستلمون حقوقهم ولا وجود فعلي لهم في المعسكرات وقد كان يتم التغاضي عنهم في إطار التعاون والتحالف العميق بين عائلة صالح والحوثيين وهؤلاء سيفقدون الامتيازات التي كانت توفرها لهم عائلة صالح .

9 عملية هيكلة الجيش ستصحح الأوضاع في الجيش مما يعكس مخاوف لدى الحوثيين من إعادة النظر في أوضاع مئات من القادة والضباط الفاسدين من الموالين لعائلة صالح وانضموا بعضهم للحوثيين وبعضهم رشحه الحوثيين مؤخرا لنيل مناصب في بعض ألوية الحرس ويخشون من ذهاب هذه المناصب والامتيازات في إطار عملية هيكلة الجيش وتصحيح أوضاعه .

10 عملية هيكلة الجيش ستكشف عن الأسلحة والذخائر والمعدات التي تم تهريبها للحوثيين من الحرس الجمهوري وغيره وهو ما سيشكل فضيحة جديدة للحوثيين وعائلة صالح بعد فضيحة المائة ألف اسم وهمي في الحرس الجمهوري ومستحقاتهم الخرافية والتي كانت تذهب لجيوب عائلة صالح والموالين لها وحلفائها وهو ما سيؤدي لفتح لفات وتشكيل لجان للتحقيق في هذه القضايا وهو باب كان مغلقا بقاء الجيش منقسما..

زر الذهاب إلى الأعلى