آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

مسيرة الحياة الثانية.. مطالب مشروعة ووسيلة غير موفقة

قبل نحو أسبوعين، التقيت أحد الشباب الذين كانوا يخططون للمشاركة في مسيرة الحياة رقم(2) التي ترابط أمام دار الرئاسة الآن، وقد كان ذلك بالصدفة في أحد شوارع صنعاء، فقال لي ولأحد الأصدقاء بجواري: إنْ لم تدعمونا وتفقوا معنا ؛ فذلك عيب في وجوهكم!! ثم تابع قوله: نحن نخطط لعمل مسيرة من تعز إلى صنعاء على غرار المسيرة الأولى، وسندعو ضمن ما تدعو إليه المسيرة؛ إعادتنا إلى وظائفنا وإعادة العسكريين الذين فُصلوا، وتنفيذ أوامر وزير الدفاع بشأنها، والتي ولم تنفذ حتى الساعة، لماذا لا نعامل أسوة بالآخرين؟ لقد أنفقنا الكثير من المال والجهد.

سبقني صديقي بالقول: مطالبكم ربما ستكون مقبولة، إذا سلكت طريقها المشروع، ويمكنكم اللجوء إلى محافظ تعز للحصول الدعم والتنفيذ، مالم فلن تحصلوا على شيء..

أنا، بدوري، هززت رأسي دلالة على موافقتي لرأي صديقي، لأني كنت أدرك أن الوقت غير مناسب، وأن المسيرة ستكون متاحة للاختراق، وستوظف في اتجاهات لها مقاصدها الملتوية، كما أنها لن تكون بنفس الحيوية التي كانت تتصف بها المسيرة الأولى؛ والأسباب واضحة، كما لم أكن أتوقع أنها سترابط في هذا المكان، مع أنني سمعت منه أنه سيكون لهم صوت مرتفع وموقف صلب.

فما الرأي، الآن؟ أتمنى أن يُنظر في مطالب أولئك الشياب بعدلٍ وإنصاف؛ فهم شباب قليلو الحيلة، وفي أوساطهم من ليس له مطلب في التوظيف؛ بل هم في موقف المساند لإخوانهم المغبونين، ولربما هنالك مطالب أخرى لم نقع على تفاصيلها.

المهم؛ إن هذه الثورة جاءت لتفتح ملفات العسف والظلم الذي طال الكثير في السنوات الماضية، وقد حان وقت الإنصاف، وليس مواجهة المطالب المشروعة بالعنف، وإن أخطأ أولئك الشباب الوسيلة المثلى؛ لأنهم- ربما- لم يجدوا من يحترم ويقدر عدالة وسلمية مطالبهم المشروعة.

زر الذهاب إلى الأعلى