آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

إخوتي.. لا تخربوا الصرح الذي شُيد

الإخوة الأعزاء، دعاة ورعاة انفصال جزئنا عن كلنا؛ الجسد اليمني الكبير.

أحييكم بتحية الإسلام، ثم أذكركم بفضل القوة التي امتنّ الله بها على سلف الأمة؛ فأسسوا تحت ظلها دولة عظيمة الحضور، ناصعة السطور، ومهابة الجانب، امتدت من ماء بحرها إلى ماء أطلسها، وخط أجدادنا الغافقيون على برانس فرنسا أعظم آيات الفداء في سبيل أن نظل على ما كانوا، لا على ما صرنا إليه!!

إخوتي، لستم وحدكم من أصابه عبث العابثين، أو جور الجائرين، أو نهب الناهبين؛ نعم، فقد كنا معكم نتجرع الفعل ذاته، لكن، لِأنّ من كان يُحسب منا، يحتمي وراءه من كان يعد منكم، وقد كانوا في البغي سواء؛ فقد كنا محل بغضكم المعذور؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أحسب أن براميل النفط لن تغركم، وإلى براميل التشطّر لن تجركم، فالأخ لا يبيع أخاه، مهما عظمت المغريات، ومهما كانت المبررات، وتذكروا يوم كنتم وكنا فقراء، نحلم بوطن واحد، يواجه كل غني يحاول التهامنا بغزارة ماله، أو بكثرة أعوانه على قلة رجاله!!

إخوتي، ستتذكرون ونتذكر أن الله -سبحانه- قال، فلم نتبع قوله: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا..."!!

فهيا نعمل لمصلحة المجموع، وندع الأنانية؛ فالأجيال القادمة لن تذكر كل ممزِّق بلسان خير أو تمجيد.

- باحث في مركز نشوان الحميري للدراسات والنشر

زر الذهاب إلى الأعلى