قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني مستشار رئيس الجمهورية أشياء كثيرة مفهومة وواضحة واعترض على أشياء أكثر مما قاله في مقابلاته وحوارته الصحفية والتلفزيونية وصارع بطريقة سلمية بالحجة والمنطق حتى غدا محبوباً بين قطاعات واسعة من أبناء الشعب ولم يعد محبوباً على مستوى حزبه الإشتراكي اليمني فقط بل تعداه ليصبح شخصية وطنية جامعة يختاره الناس لإرفع المناصب في استطلاعات الرأي على شبكات التواصل والمواقع الإليكترونية
وهناك من يطلق عليه أحد أهم حكماء اليمن وفي حديثه مع قناة السعيدة مؤخراً عن استعداده للتخلي عن العمل السياسي والتفرغ لمشروعة الثقافي العلمي الخاص الذي قال انه مؤجل له من عشر سنوات يكشف مالم يقله الدكتور ياسين في أحاديثه برغم وضوحها.
ما لم يقله د. ياسين صراحة لكننا نلمسه بين السطور وفي مضامين الجمل والفقرات أن غياب البرنامج وبوصلة التوجه والركون على مفردات القوة العسكرية والقبلية خطراً يتهدد الحياة السياسية وقد يعصف بالتسوية برمتها ويضع مضمون التغيير في مهب الريح وأن المطلوب والأولويات الملحة للمرحلة إصلاح الحياة السياسية والإتفاق على مفهوم محدد للشراكة يخدم أوسع فئات الشعب اليمني تضرراً من ممارسات النظام السابق الذي حول كل مؤسسات الحكم الرسمية والشعبية إلى ديكور يتزين به الحاكم كما افرغ مؤسسات المجتمع المدني من مضمونها وعسكر كل قطاعات المجتمع وتم إدارة البلاد بقرار فردي بيد الرئيس ويساعده عدد من الأعوان في مكتب الرئاسة يتولون كافة الملفات الإقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والدبلوماسية .
ما لم يقله د. ياسين صراحة أن هناك تحالفات وتنسيقات جديدة لا علاقة لها بالثورة الشبابية ولا تخدم عملية انجاز التغيير بإتجاه الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة بل تسير في طريق خلق انقسام واصطفاف ينذر بصراعات مذهبية تستدعي الإستقطاب الخارجي الأقليمي للإستقواء به على خصوم الداخل حيث تبدو الثورة الشبابية اليمنية وكأنها تحولت إلى صراع اقليمي بين السعودية وحلفائها وإيران وحلفائها الأمر الذي ينذر بتقسيم اليمن إلى نفوذين إيراني وسعودي وهو ما ينذر بحرب قذرة كان قادة أحزاب المشترك يقولون أنهم وقعوا المبادرة الخليجية لتجنبها فإذا بنا نجد أنفسنا اليوم بعد توقيع المبادرة والبدء بخطواتها العملية نسير باتجاهها بعد تبدل التحالفات السياسية وبروز الإستقطاب الإقليمي السعودي الإيراني في الساحة اليمنية بوضوح.
ما لم يقله د. ياسين هناك ضرورة ملحة لإتفاق شركاء العملية السياسية كلهم من هم في حكومة الوفاق ومنهم خارجها على مفهوم العدالة الإجتماعية لهذه المرحلة السياسية التي نحن فيها فلابد من تحديد نوعية الاقتصاد الذي نريده ونوعية النظام الإقتصادي الذي سنسير عليه خاصة وان نصف سكان البلاد فقراء ويعانون من المجاعة وحوالي 60 في المائة من الشباب يعانون البطالة
مالم يقله د. ياسين هناك أهمية قصوى للشفافية واعلان نتائج التحقيقات في كل جرائم القتل والإغتيالات التي ارتكبت بحق قادة عسكريين وضباط أمنيين وان اعلان نتائج التحقيقات ستعكس مصداقية الحكومة وأجهزتها الأمنية
مالم يقله د. ياسين إلى متى ستظل ممتلكات وأموال الحزب الإشتراكي منهوبة ومحتجزة وما الداعي للتأخر في اطلاقها إلا إذا كان الهدف استمرار إعاقة الحزب في ممارسة نشاطه السياسي وبعد أن أصبح اليوم شريكاً فاعلا في الثورة الشبابية وحكومة الوفاق تصبح عملية اعادة ممتلكاته وأمواله عاجلة وتتطلب قرارا سريعاً.
فما قاله د. ياسين كثير ومالم يقله أكثر لكن أهمه أن التغيير ومضمونه في خطر. وليعذرني د. ياسين فقد أجتهدت فإن أصبت فلي أجران وإن اخطأت فلي أجر اجتهادي . والله من وراء القصد