أرشيف الرأي

سوريا باللون الاحمر!

من اول شعاع لثورات الحلم العربي والشعوب العربيه تعايش تجربة قاسية ومريرة ربما يخوضها هذا الجيل لأول مرة. الجيل المنعم بحضارة الغير من تيقظ متأخرا بعد ان سبقه الغير بأشواط فعاد يلملم ماضيه السحيق كي يتذكر انه الرائد الذي لا يكذب اهله..

وإن كانت تختلف تجربة كل شعب عن الاخر كما تختلف حدة المعاناة التي يخوض تفاصيلها الدقيقة وتتفاوت قسوة وبشاعة هذه التفاصيل اليومية التي تحيق بالشعوب. الا ان معاناة الشعب السوري تصدمنا وتوصم التأريخ بوصمة عار مفزعة.
سوريا حاضرة العرب وملهمة الشعراء واهل الأدب ودمشقها المدينة الاجمل عبر العصور تلك الغانية التي كانت ترفل بحلة من حرير الدامقسو وتستقبل صباحاتها بجمال صباياها وشبانها .وعلى قصص البطولة والشهامة والنخوة تقضي مساءتها ..ثم تخلد للنوم آمنة على أوجاعها.

سوريا بريفها النقي الذي نراه على شاشات التلفزه فنكره مدننا المعتمة.بمدنها العابقة بعطر القديم الحديث بروعة البيت الدمشقي الآسر..

لقد كانت سوريا غنية عن هذا العذاب فما الذي جره الربيع العاصف عليك يا سوريا و لماذا ربيع الارض اخضر وربيعك يا سوريا لونه احمر مبعثر .(لكن سوريا قد اجرمت فأستحقت العذاب اجرمت.. ربما لأنها بعد نصف قرن ارادت الحرية والكرامة....ام ربما لأنها قد صبرت على الذل نصف قرن باستكانة )..

وماذا يحدث الأن في سوريا إن كل شبر..وحارة ..وريف جميل ومدينة شامخة يتذوق ثمن الإنعتاق المر...م جازر وحشية تطال البشر صغارا وكبارا حتى المآذن والشجر..
(والخبز هناك يعجن بالدماء.. ولا سقوف للدور سوى السماء... والبرد في الشتاء...تدفعه عنكم حرائق الافناء).

وشباب سوريا من كان لا يعرف الرصاص الا في المسلسلات..الان يحمل السلاح والحلم صار حلمين ..شبيحة كي لا يبقى احد...وثوار حتى نظفر بالاسد. ..ونيران إيران تحمي سوريا وتؤكد انها لن تسمح باي تدخل من الاخوة العرب وأن مبادرتها هي من ستحمي البلد. كما انها لن تسمح لأهل سوريا فرضا إن إنتصروا أن ينعموا يوما بالسلام دون حرب..
(والارواح تحتصد.. فعند اي رقم يتوقف العدد...عند اي رقم سيتوقف العدد.)

زر الذهاب إلى الأعلى