أخي العزيز همدان منذ فترة وأنا ألاحظ أنك تعتبر الحوثيين في كتاباتك وكأنهم مجرمون وأن الانضمام إليهم تهمة أو بالأصح جريمة، وهذا يتنافى كليا مع القبول بالآخر، الحوثيون اليوم مكون موجود في المجتمع اليمني فكيف نلغيهم هذا مستحيل.
اليمن اليوم أكثر حاجة إلى تكاتف جميع ابنائها وقبولهم ببعضهم البعض وأن يتحاوروا فيما بينهم لبناء اليمن الحديث والدولة اليمنية المدنية الحديثة.
قد تجيب على كلامي وتقول "طيب يعملوا لهم حزب سياسي" وأن يتركوا السلاح جانبا، وسأجيب قائلا اولا أنا لا اتحدث نيابة عنهم ولست منهم ايضا، لكن الواقع يقول هم احرار يتأطرون في حزب أو لا.. هذا راجع لهم ولا يستطيع اي مخلوق ان يجبروهم على ذلك، أما بالنسبة للسلاح فعلى الجميع أن يسلم السلاح للدولة وليس الحوثيين فقط، وأنت تعلم ان كل المشايخ لديهم الكثير من السلاح الثقيل باستثناء تقريبا الطائرات والدبابات..
لهذا علينا ان ندعو الدولة إلزام الجميع بتسليم السلاح الثقيل وأن تقر قانون ينظم حيازة وحمل السلاح، وأن ندعوها أيضا لتقديم الضمانات اللازمة للحوثيين بعدم تكرار العدوان عليهم مرة أخرى ست حروب مش قليل، وأن تسمح لهم بتدريس أفكارهم بحرية تامة كالمكونات الاخرى وبما يسمح به الدستور والقانون، وان تقوم بإعادة اعمار صعدة، و تعوضهم ايضا التعويض العادل ليس الحوثيين فقط وإنما جميع المتضررين من الحروب السابقة.
أما بالنسبة للإقصاء فهناك اقصاء يا صديقي العزيز، لكن وللامانة ليس للهاشميين فحسب وانما لكل متعلم ولكل فاهم ولكل من ليس له ظهر، أو بالأصح ليس له (قبيلة كحاشد أو من سنحان) أو لكل من يخالفهم (إذا لم تكن معي فأنت ضدي) أيضا تم ملاحقة الهاشميين بشكل جنوني ايام الحروب مع الحوثيين أعتبروا كل هاشمي حوثي يجب ابادتهم وانهم مجوس وفرس ووووالخ اقسم لك يا همدان انه تم ممارسة اشد انواع الارهاب ضدهم (وأكيد أنت تعلم ذلك بس تتعامس) النظام السابق هو من دفع الناس إلى مناصرة الحوثي بسبب الظلم الذي مورس ضدهم..
المهم أعود للاقصاء واضرب لك مثلا بسيط عن ذلك هذا أبن عمي مدير شؤون موظفين في الخدمة المدنية منذ عام تسعين وحتى اليوم مدير شؤون الموظفين في وزارة النقل درس في الخارج سبع سنوات وحاصل على ماجستير، خالي أيضا عقيد منذ عشرين عاما وحتى اليوم حاليا لا اعرفه إلا دائما متغرب عن بيته واولادة من موقع عسكري لآخر ومع ذلك لا يزال عقيد كما ذكرت منذ عشرين عاما بينما اطفال المشايخ ظباط وعقداء وعمداء أيضا، وهذه فقط امثلة يا صديقي فلن يسمح الوقت للسرد.. وفي المقابل هناك الكثير من الأغبياء واقسم بالله يا همدان أنهم مدراء عموم ولا يملكون سوى الاعدادية وأيضا محافظين ولديهم ثانوية وهلم جر، الدكتور رياض القرشي قال لي أيضا أن مطهر رشاد المصري كان يشرف بنفسه على المقابلات الشخصية للمتقدمين لكلية الشرطة وكان يستبعد المتقدم عند معرفته بمنطقته أو لقبه، وقال أن حوالي مائتين شخص يخضعون للمفاضلة بينما سبعمائة بوساطات، ايضا يا همدان تم نهب اراضينا ودخلنا في شريعة في المحاكم وحصلنا على احكام نهائية من المحكمة العليا ومع ذلك لا نستطيع تنفيذها لأننا ليس من حاشد أو سنحان، هذه امثلة بسيطة للإقصاء والتهميش وكما قلت لك ليس للهاشميين فقط وإنما لكل من لا يرضون عنه، كل ذلك كان وما يزال لأن اليمن تحكم بالمزاجية والشللية والقبلية، لم يكن هناك نظام مؤسسي ومازال الأمر كذلك يا صديقي العزيز...
مقال العليي:
الحوثية وضررها على الهاشميين في اليمن!!