آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

بين يدي مؤتمر الحوار الوطني.. ملفات تستدعي الحل

هذا جانب من الملفات النوعية التي سأبذل عِظم جهدي لإيصالها لمؤتمر الحوار الوطني، بأي طريقة كانت، وعبر أي منبر أو قناة إيصال، والذي يأتي مع تزايد استدعاء الكثير من القوى السياسية في اليمن لملفات الماضي المختلفة، ولربما قد يجري إغفال هذا الجانب منها، ومن بين تلك الملفات، ما يلي:

1. ملف الألغام والقذائف غير المنفجرة:
وهي تلك الألغام والقذائف التي كانت حكومات الجنوب المتعاقبة وراء التخطيط لها، والتمويل لعملياتها، وتدريب الفننين الذين زرعوها، وذلك حتى عام 1994م، وما خلفته تلك الألغام- وتخلفه حتى اليوم- من أضرار وخيمة على الإنسان، والحيوان، والنبات، وموارد الطبيعة المختلفة، وعلى البيئة المشيدة، من خلال بث وزرع تلك الألغام والقذائف في المناطق الداخلية البعيدة عن الحدود المشتركة، لما كان يعرف بشطري اليمن، أو في مناطق التماس التي كانت تمثل حدودا مصطنعة ومسارح اقتتال بين الشطرين.

2. ملف الحروب والنزاعات المسلحة:
وهي تلك الحروب التي تعرض لها الشماليون، وقُتل جراءها الكثير من العسكريين والمدنيين، وضاعت معها الكثير من الحقوق والتعويضات المادية والأدبية، وذلك ابتداء من عام 1972م-1994م.

3. ملف حروب صعدة الستة:
وهي تلك الحروب التي تخللت الأعوام بين: 2004-2010م، التي قتل فيها الكثير من العسكريين والمدنيين من طرفي النزاع، بفعل التمرد الذي كان وراءه الجماعة الحوثية، ومعهم أولئك الذين حولوا تلك الحروب إلى ضُروع مدرارة؛ لابتزاز الأمة ونهبها وقتل شبابها.

4. ملف الاغتيالات السياسية:
وهي تلك الاغتيالات التي طالت رموزا وشخصيات شمالية كثيرة، وشخصيات أخرى من محافظات الجنوب والشرق، ممن استقر بهم المقام في الشمال، هروبا من بطش أنظمة الجنوب المتعاقبة، الذين لوحقوا وقتلوا اغتيالا في مناطق الشمال والجنوب، وكذا كل من جرى اغتياله لمدعىً سياسي ما، بعد استقرار النظام الجمهوري في الشمال من عام 1968-2012م.
5. ملف المبعدين من الخدمة العسكرية
وهم أولئك الذين كان لهم مواقف واضحة من الحروب ومن الأزمات السياسية التي انتابت اليمن، ومورس ضدهم الإقصاء والطرد من أعمالهم، وحرمانهم من حقوقهم وامتيازاتهم، خاصة أبناء محافظات الشمال والغرب، الذين يلاقون تهميشا غير مفسر أو مقنع، ولم تطلهم إجراءات التسويات المتكررة الماضية الحالية، ابتداء من عام 1977-2013م.

يأتي هذا التوجه، مني، انطلاقا من كوني مواطن يمني، أؤمن بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، ولا تعترف بالمفاضلة أو التجزئة، كما أحلم بوطن يسوده العدالة والمساواة، وأن الصامتين عن الحق هم ضرب من الشياطين الخُرس، وأن الوحدة اليمنية هي عند كل وطني حر، بمثابة حركتي الشهيق والزفير اللتين لا يمكن أن يستغني عنهما اليمن أبناؤهها، وأن انفصام عرى هذه الوحدة؛ هو منبع ويلات أجيالها مستقبلا؛ إن نحن فرطنا في هذه الوحدة.

كما أن هذا يأتي من كوني باحث متخصص في شئون النزاعات المسلحة وجوانب البيئة، ولدي الكثير من الوثائق والخرائط والإحصاءات والوقائع التي تدعم إثارة مثل هذه القضايا، وإدراكا مني بأنها قضايا مهمة لا يمكن تجاهلها، في ظل فتح مجال الحوار الوطني للجميع، وبما يلبي بناء وطن يتعافى من كل أسقامه، وليس البعض منها!!.

* باحث في شئون النزاعات المسلحة

زر الذهاب إلى الأعلى