من اجل التحوط وتنبيه من يعتقد انه ذكي أو قوي ومدعوم لذلك يستطيع اللعب بتضحيات شعب العراق الغالية والتي وصلت اربعة ملايين شهيد منذ عام 1991 وسبعة ملايين مشرد من وطنه ودياره ، لتحقيق مطامعه الخاصة ، أو تنفيذ مخطط جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الذي قام على تقسيم العراق إلى ثلاثة دول أو اقاليم وهو نفس المخطط الصهيوني القديم والذي جاء الاحتلال لتنفيذه ففشل بفضل المقاومة العراقية وتلاحم شعب العراق ، واستغل الانتفاضة الوطنية الحالية لعقد صفقة مع المالكي تقوم على الاعتراف باقليم الانبار ، فنقول بان هذا البعض سيجد ان يوم مولده كان كارثة وغضبا الهيا عليه وعلى من يرتبط به . ان خيانة امال الشعب العراقي بالتحرر من الاحتلال الإيراني ، بعد هروب أمريكا ، بعقد صفقات خيانية مع المالكي وإيران لن تكون الا حكم باعدام من يقدم عليها وبسرعة قد لا يتخيلها هذ البعض .
لماذا ؟ لان فكرة الاقاليم هي جوهر الاحتلال واهم اهدافه وهو ما رفضه شعب العراق ومقاومته الباسلة وكافة قواه الوطنية ، بالاضافة لهذا الرفض فان تخلف أو انانية من يدعو لاقليم الانبار تجعله لا يرى النتائج البعيدة فاقليم الانبار اصلا جزء من هدف تقسيم العراق وتقسيم العراق جزء من ترتيب اقليمي كبير من بين اهدافه اقامة كونفدرالية اسرائيلية – اردنية – فلسطينية تحل فيها مشكلة اربعة ملايين لاجئ فلسطيني بتوطينهم في اقليم الانبار وتسخير ثروات الاقليم لدعم اقتصاد الاتحاد الكونفدرالي الفقير اصلا ، لتتجنب أمريكا تحمل التكاليف ، وهكذا فان اقامة اقليم الانبار لن يكون قلعة تحمي لاهل الانبار كما يتصور الخونة ويصورون بل سيكون مسخا لهم وتشريدا لعوائلهم ونهبا لثرواتهم لدرجة ان ما يجري الان سيكون نزهة مقارنه بما سيحصل .
لذلك نؤكد لابنا شعبنا العراقي ولابطال الانتفاضة الوطنية انها وكما اتقف جميع المشاركين فيها ، حركة تحرير للعراق ، كل العراق من الاحتلال الإيراني والقضاء النهائي على بقايا الوجود المخابراتي الأمريكي وتعزيز وحدة العراق وهويته الوطنية وليس العكس ، فدماء اربعة ملايين عراقي استشهدوا من اجل العراق لن تسخر لخدمة مطامع دنيئة لنفر ضال ، وعذابات سبعة ملايين عراقي مهجر في المنافي لن تكون ورقة مساومة بيد نفر لا يرى ابعد من انفه حتى لو ظن انه ذكي ويستطيع اللعب على الشعب وقواه الوطنية ، ومعاناة 30 مليون عراقي خلال العشر سنوات الاخيرة لن تصبح بساطا سحريا يطير فوقه نفر يظن انه قادر على تقاسم العراق مع المالكي وامثاله على حساب الشعب ووحدة العراق ، واغتصاب مئات العراقيات في سجون المالكي لن يكون اداة لتسويق مشروع صهيوني اجرامي !
ومن يظن ان وعود المخابرات الأمريكية أو الإيرانية له تكفي لحمايته من العقاب الصارم واهم كل الوهم لان لشعب العراق اذرعا طويلة نجحت في الماضي في معاقبة من خانوه وغدروا به ، والبعض الذي نعنية اقل ذكاء بكثير وافقر تجربة بمراحل ممن عاقبهم شعب العراق وقواه الوطنية .
ببساطة ومباشرة نقول ان الانتفاضة الوطنية الحالية هي الامل الاعظم لكل العراقيين في التحرر من الاستعمار الإيراني بكل كوارثة وجرائمه ، وهو تحرر لن يقتصر على الوسط والشمال فقط بل سيكون جنوب العراق اكثر حاجة للتحرر من الاستعمار الإيراني ، لذلك فان الرد سيكون عبرة لكل من يظن انه اذكى من الشعب وقواه الوطنية ، وتذكروا ان المدنيين المناضلين تقليديا كالعسكريين بقدرتهم القتالية ، فما بالكم اليوم وبعد تجارب غنية تمرس فيها اكثر من عشرة ملايين عراقي على القتال وفرز مقاومة هي الاعظم في التاريخ الانساني ؟
نعم انها نصيحة لمن يظن انه اذكى من شعب العراق : لا ترمي نفسك فيس تهلكة لن تنجو منها ابدا ، ولا تظن ان من يثور وينزف دما سوف يسمح لكم بسرقة مستقبله واحلامه المشروعة في التحرر من كوابيس الاحتلالين الأمريكي والإيراني والتي استمرت عشرة اعوام كارثية ، فاذا وصل الشعب إلى مرحلة الاقتراب من الفرج والنصر وفجاة قام نفر ضال بمحاولة سرقة مستقبله وتحطيم اماله فان رده سيكون فوق العواطف وخارج سياقات الفعل ورد الفعل وسيتحمل هذا النفر تفجر كل غضب الشعب الذي تراكم خلال عشرة جفاف جهنم ارحم منها .
* سياسي عراقي