لايعرف مدى سوء الامر عندنا في مدينة إب إلا شخص قد ابتلاه الله وخاض امرا مماثلا وتجربة مريرة مع فساد الدولة لدينا .وبالأخص القطاع الواسع من ادارة الامن والمرور والنيابة والمباحث والمحاكم وما اليه.ففي كل بقاع الأرض جعلت هذه المرافق والمؤسسات الأمنية من اجل خدمة المواطن وتوفير الأمن للمجتمع وتسهيل أمور الناس.
اما في بلادنا فقد جعلت من اجل اخراج اكبر قدر ممكن من المجانين للشوارع والمحطمين والمضطربين نفسيا وعقليا.
أحد اقربائي واجهه حادث مروري قاده إلى براثن مافيا المرور والذين ساموه شتى صنوف اللصوصية والأبتزاز واحتجزوا سيارته فقط لأنه قام بأسعاف المصاب والأن يعاني الأمرين فلكي يخرج هذه السيارة من مقبرة للسيارات داخل حوش المرور عليه أن يخزن ويصرف على جيش من ضباط ورجال أمن المرور إبتداء من حارس البوابة وحتى مدير المرور والنيابة ..مرورا بمخلوقات لايعلم عددها أو الحكمة من خلقها الا الله .
ما عساه يفعل هذا الشعب إذا كان حاميها حراميها وإذا كان القانون لدينا يحكمه قانون العصابات ..
وأين وزير الداخلية من كل هذا .هل يعلم أن مرافق الدولة الأمنية هي مجرد عصابات لصوصية تنازع هذا الشعب قوت يومه وتعمل على الايشعر بالأمان وتحرص على نزع الاستقرار في نفوس ابناء الشعب
وأن اللجو لمبداء ( الوصله) وحلول الثور والجنبية هما السبيل الآمن والوحيد للخروج من إي أزمة أو مشكلة قضائية قد تواجه المواطن المسكين .
فهل هذا هو التغيير الذي نشدناه من ثورة الشعب حين نادت بالتغيير وتطهير مؤسسات الدولة من الفساد.
أن التغيير الوحيد الحاصل هو استبدال مسؤول سيء بمسؤول آخر أسوأ منه كان في موقع آخر .و قد سئم هذا المكان من فساده فغيروا موقعه .. أو بمعنى اكثر دقة تبادل مراكز قوى السرقة ونهب المواطنين بعملية التدوير الوظيفي...
اما على مستوى الموظف البسيط كعسكري المرور مثلا فحدث ولا أعجب فهم على دين ملوكهم وفي حوزتهم صكوك الغفران لا يخافون الله أو لومة لائم يتفننون في شي المواطن المسكين وعصره حتى اخرقطرة من عرقه يترزقون من اموال الكادحين ويترصدون وقوع الفريسة وكلا يعمل سكينه..بأسم القانون .. حتى أمتلأت ارصفة شوارعنا بمجانين القضاء تلك الفئة التي خرجت تجأر إلى الله من فساد المحاكم وعصابات الأمن والنيابة..وقاصمة اللجان الامنية التي تشكل لأزهاق الجيوب والأرواح.
فلا مدير مخلص لعمله يعاقب لصوص الأمن ولا ضمير ينهى عن السحت والحرام ولا دولة حقيقية لدينا يمكن ان يلجأ إليها المظلوم. حتى اصبح لدى المواطن العادي قناعة أن مرادف رجل الأمن هو رجل السرقة وأن من يحمي أمن البلاد هي مافيا عصابات اللصوص القانونية .
فأذا كان الجهاز الأمني بشكل عام هو إطار المجتمع الصالح والناجح فكيف ستتشكل صورة جميلة للدولة المدنية وإطارنا معوج ومشوه و هو الذي يخنق جمال الصورة بفساده وإفساده