أرشيف الرأي

إيران.. لماذا اليمن؟!!

السياسة الخارجية الإيرانية مليئة بالمراوغات وبصدق إيران تجيد اللعب في معسكر الخصم ،الأمر يتسع في اللعب في الشرق الأوسط ، لسبب معين أن إيران تتلقى 22 تقريراً من الدول العربية بينما الدول العربية الـ22 تتلقى تقريراً واحداً من إيران .

إيران تعيْ أهمية السيطرة بشكل رئيس أو التأثير على السياسة المصرية كبعد قومي وهي مستعدة للتخلي عن النظام السوري في حال وصلت إلى تلك الاتفاقية التي تمكنها من التأثير لذلك لاحظنا أن نجاد دعا الرئيس المصري للسماح بـ5 ملايين سائح سنوياً للدخول إلى مصر خلال العام ، ودعا أيضاً مصر إلى إلغاء التأشيرات -بالمثل- مع إيران لكن النظام المصري الجديد رفضها جملة وتفصيلاً وقال (الباب اللي يجيك منه ريح سده..) بحسب محلل صهيوني في إحدى الصحف العبرية السبت الماضي.

لذلك النظام الإيراني يحتاج إلى قوة مماثلة للنظام السوري منطقة ذات تأثير استراتيجي في الشرق الأوسط على الأقل إن كان ليس نظاماً جماعة قريبة في التنظيم الأيدلوجي من حزب الله (أي جماعة ضغط ) في محاولة للضغط على الحكومة ، ومن هذا المنطلق لاحظنا أن خطاب الحوثيين أو بعض القيادات الحوثية تُلمح لعدم إمكانية قيام حزب ولكنها ستسعى لأن يكون لها تأثير سياسي في الحكومة . ومن هذه الإحداثيات الجيو سياسية يمكن أن نستنتج أسباب تدفق شحنات الأسلحة (الأولى والثانية والثالثة ) إلى اليمن في أقل من عام وعبر عدة منافذ ، لتكوين نظام أسدي آخر في اليمن أو لتكون جماعة حزب الله (الحوثية) -على أقل تقدير- التي تأسست بأمر من الخميني في الثمانينيات واستخدمت كجناح مسلح في الشرق الأوسط لتنفيذ الأجندات الإيرانية مع التأكيد على دورها في المقاومة ضد الكيان الصهيوني.

هذا البُعد الإيراني للأحداث أرغمها على إرسال أسلحة كتلك التي أعلن عنها وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي ولعلها تمثل رُعباً مجتمعياً إذا ما تم مقارنتها بشحنة الأسلحة في 2009 والتي حكمت المحكمة في ديسمبر الماضي بترحيلها إلى المخازن الحكومية بعد أن أكدت الاستئناف أنها إيرانية، وأعلن محامو الدفاع غضب الحكومة الإيرانية من الحكم الصادر ضد إيران وليس ضد جماعة معينة ؛ وبالتأكيد إيران تسعى بطريقة مثمرة لأن يكون التصنيع داخلياً لذلك أرسلت المعدات في سفينة قبل سفينة 26 يناير (جيهان 1) ثم أتبعتها بمواد متفجرة ليتم تصنيعها في الداخل ، ولاحظنا طوال الحروب الست تفاخر الحوثي بصناعة أسلحة محلية الصُنع ذات تسميات إيرانية كانت قريبة من (الحوثنة الإيرانية ) .

إيران تعلم جيداً أن سقوط الأسد بات وشيكاً وعليها أن تُسرع في إيجاد بديل ، لسبب الحفاظ على بدء العلاقة مع مصر ، والخروج بشكل يحفظ هيبتها من سحل بشار الأسد تحت مجنزرات الجيش الحر ، ولهذا هي تسعى لأن تكون لها يد أسدية أو جماعة ضغط في الشرق الأوسط لمقايضة العالم باستقرار تلك الدولة في سوريا كانت تتم من أجل الحفاظ على ما يسمى ب(إسرائيل) وفي اليمن سيتم استخدامها لابتزاز دول العالم ب(الخليج العربي) .

السياسة الخارجية الإيرانية بشأن اليمن تُعاني تخبطاً ملحوظاً لعدة أسباب عدم الوصول لحل يخرجها بشكل مشرف في سوريا ،وعامل الوقت الذي تعاني منه التدخلات في البحرين وسوريا ، ومحاولة إيجاد تقارب مصري إيراني والأمر الآخر أن كلاً من نجاد وخامنئي يسعيان بشكل حثيث لكسب الناخب الإيراني قبل الانتخابات الإيرانية في يونيو القادم ، وهذا مايشعل التسريع والنفي والإثبات في السياسات الإيرانية .

زر الذهاب إلى الأعلى