مضى حوالي اسبوع على قيام الباسل العراقي ياسر السامرائي بضرب قاتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب واللص الذي سرق مليارات الدولارات من اموال العراق المجرم بول بريمر ، الحاكم الاستعماري الأمريكي للعراق بعد غزوه ، بالحذاء ، اسبوع مضى بين مشكك بحصول الحادثة ومؤكد لها والناس لاتعرف الحقيقة وبريطانيا ومخابراتها تستخدم كل حادثة من هذا القبيل للقيام بحملة ضخمة تثير الرأي العام لعدة ايام أو اكثر ولكنها لم تفعل وبقيت صامتة بخصوص هذه الحادثة ذات الدلالات الرمزية الكبيرة ! ولكن الان وقد نشر موقع قناة العربية في الانترنيت الفيلم بعد اسبوع من اللغط وتداول تلك القصة ، ولا ادري هل بث من شاشة القناة ام اكتفت بنشره في موقعها ؟ اصبح اكيدا ان العملية تمت وان يد عراقية مباركة قدقامت بعمل وطني واخلاقي بنفس الوقت كبير جدا .
وفي هذه الحادثة نقل البطل ياسر السامرائي رسالة جديدة تأكيدية من 30 مليون عراقي تجري عملية تعذيبهم المبرمجة منذ وقع الاحتلال بحرمانهم من الامن والامان وتعريضهم لمعاناة مميتة بسبب غياب الخدمات ووسائل الحياة الاساسية كالكهرباء والدواء وغيرها ، ومن اكثر من مليوني شهيد قتلوا بسبب الغزو ، ومن اكثر من 7 ملايين مهجر من ديارهم نتيجة للغزو والارهاب الدموي الشنيع الذي دبرته أمريكا وإيران ، ومن مئات العراقيات اللواتي اغتصبتهن قوات الاحتلال وفلول الاحتلال في حكومة المالكي ، نقول باسم هؤلاء جميعا قام ياسر السامرائي برمي بريمر بحذاءه وهو يقول له بكلام واضح : لدي رسالتين الاولى من صدام حسين والثانية من شعب العراق ورمى الحذائين عليه وسط ذهوله وذهول منظمي محاضرته في احدى قاعات البرلمان البريطاني .
هذه الحادثة تحاج لتعليق سريع اسجل فيه ملاحظاتي الاولية :
1 – ان شعب العراق شعب عظيم وحي وان ابناءه حتى لو عاشوا في الغربة لزمن طويل يبقى العراق العظيم الواحد موضع حبهم وولاءهم ومحرك تضحياتهم مهما غلت ، لقد عبر العراقي الباسل ياسر السامرائي ابن سامراء المجاهدة عن هذا الايمان بالوطن العراقي العظيم .
2 – جاءت الحادثة متزامنة مع الانتفاضة الشعبية الوطنية العراقية ضد فلول الاحتلال وبقاياه في العراق والتي حشدت ملايين العراقيين خلف راية تحرير العراق من الاستعمار الإيراني الغاشم ، فهي جزء من نضال شعب العراق من اجل التحرر من الغزو الفارسي .
3 – ان التعتيم على الحادثة يعبر عن شعور بريطاني أمريكي مشترك بان جريمة غزو العراق لها اثار لن تنتهي أو تتوقف الا بعد ان تأخذ العدالة مجراها ويستعيد شعب العراق بشهداءه ومعذبيه حقوقهم كاملة ، فلا عين تنام ولا اذن تغلق مادامت الجريمة قائمة ولم يرد عليها . والاهم ان المخابرات البريطانية التي منعت بث الفيلم وكان لديها لان كل ما يجري في قاعات البرلمان البريطاني من نشاطات يصور لاغراض التوثيق ، كانت تتصور ان التعتيم على الحادثة بكل دلالاتها الكبيرة معنويا وسياسيا يمكن ان ينجح وتمر الحادثة وسط تاكيد ونفي فتضيع اثارها النفسية والسياسية والاعلامية المتوقعة بمرور الزمن ، واهمها تعزيز نضال العراقيين خصوصا خارج العراق من اجل الاسراع بتحرير العراق من الزمر الفارسية والمستعرقين الذين يحكمون العراق تحت الحماية المشتركة الأمريكية الإيرانية .
4 – لقد اكدت الحادثة ان ابناء العراق كل ابناء العراق من الجنوب المظلوم إلى الوسط والشمال هم ضد الاستعمار الفارسي كما كانوا ومازالوا ضد الاستعمار الأمريكي ، وان الفتن الطائفية ليست الا صناعة أمريكية صهيونية إيرانية .
5 – لفت انتباهي ان هناك بعض ابناء العراق مازالوا يتحزبون بتطرف رغم ان كوارث العراق كانت كافية لتعليم الجميع بان العراق فوق واهم من كل الاحزاب وفوق واهم من كل الايديولوجيات واكبر واهم من كل الخلافات السابقة والحالية ، ولذلك فان كل عمل ضد الاحتلال ورموزه يجب يحظى بدعم من كل عراقي مهما اختلف مع من قام بالعمل مادام العمل يخدم هدف تحرير العراق ، من خلال توعية الرأي العام العالمي وجعله يفهم ان العراق وشعبه لن يستسلما لا للغزو ولا للارهاب الدموي ، وانه سيواصل النضال مهما غلت التضحيات حتى النصر الكامل .
مع الاسف بعض العراقيين تجاهلوا الامر منذ نشرت تقارير عن الحادثة لان البطل ياسر خصص ضربة احد الحذاءين لمعاقبة بريمير باسم الشهيد صدام حسين والثانية باسم شعب العراق ! الذين لا يحبون صدام حسين هذا حقهم وهذا رأيهم ، ولكن ليس من حقهم اهمال حادثة يهان فيها احد اهم رموز الاحتلال ومجرميه لمجرد ان من قام بعمل بطولي من محبي الرئيس الشهيد وانه قال بان احدى الضربتين ردا على اعدام الشهيد صدام حسين ، فنحن البعثيون دعمنا كل عمل وكل خطوة قام بها غيرنا عندما خدمت العراق ولم نفكر ابدا ان من قام بها ليس بعثيا أو لدينا خلافات معه ، والعراق الان يحتاج اكثر من اي وقت مضى لسعة الصدر وتقبل الاخر والتخلص من ثقافة اقصاء الاخر والاصرار على تقديم صورة لمن نختلف معه سلبية حتى لو كانت مواقفه ايجابية . هذا مرض خطير كان احد اسباب كوارث العراق ، وعلينا ان نتعلم من تجاربنا لان الشعوب الحية لا تصبح حية ولا تعيش وتتجاوز المحن الا بالتعلم من اخطاء ابناءها . واهم دروس تلك الاخطاء انه لولا تفرقنا لما نجح الاعداء في تدمير العراق واهانة شعبه وتعريضه لاكبر كارثة في تاريخه .
6 – هل ضرب بريمر بالحذاء عمل لا اخلاقي ويتناقض مع تقاليدنا ؟ كلا طبعا فالعرب تعد الضرب بالحذاء عملا لا اخلاقيا حينما يكون لانسان محترم قد نختلف معه ، ولكن حينما يكون الامر متعلقا بعدو خطير وقاتل لابناء الشعب ومدمر للعراق وطننا العظيم فعند ذاك نلتزم باحد اهم الامثال العراقية التي تعبر عن قيمنا وتقاليدنا واخلاقنا وهو ( ان دواء العقرب النعال ) ، وبريمر غاز وقاتل جماعي وهو اسوأ بكثير من العقرب لذلك فضربه بالحذاء عمل اخلاقي قبل ان يكون عملا وطنيا . وهذا ينطبق على عمل الشجاع منتظر الزيدي لبوش بالحذاء والذي علق عليه المالكي وفلول الاحتلال قائلين بانه عمل يتناقض مع تقاليدنا العربية ، فمن الاخلاق اعظم الاخلاق ان تقدم على عمل رمزي كبير ضد مجرم كبوش وبريمر بالسلاح الوحيد المتاح لك وهو الحذاء ، خصوصا وان الضرب بالحذاء بالنسبة للعرب اهانة كبرى وهو لذلك عمل كبير يسهم في تعزيز المعنويات وزيادة التحشيد الجماهيري ضد الاحتلال والعدوان ، وبما ان المطلوب هو مواصلة تعبئة الرأي العام العراقي والعربي ضد أمريكا وغزوها وضد شريكتها الستراتيجية إيران فان ضرب بريمر عمل وطني واخلاقي بامتياز تماما كما كان عمل منتظر الزيدي . ونحن نتطلع إلى قيام كل اشقاءنا العرب والعراقيين في الوطن العربي والخارج باعداد احذية عتيقة ليضربوا بها كل مسؤول شارك في الحرب على العراق وكل من يضطهد الشهب الفلسطيني والشعب الاحوازي البطل الخاضع للاستعمار الفارسي .
تحية للبطل الباسل ياسر السامرائي ابن مدينة بطلة تقاوم الغزاة الفرس بصمود مشرف منذ عشرة اعوام ، وتحية لكل من سيقذف اعداء الامة العربية مستقبلا بالاحذية وفي مقدمتهم حكام إيران وتل ابيب وأمريكا . والف تحية لمن ضرب احمدي نجاد بالحذاء في مصر .