لم يعد حراكيو فك الإرتباط مهتمون هذه الأيام بتحرير الجنوب، هم مشغولون بتحرير علي سالم البيض من العقوبات الدولية، كما لم أن الاحتلال اليمني لم يعد هو عدوهم الوحيد بل نسمعهم اليوم يصارعون مجلس الأمن الدولي بكل خيله وخيلائه.
مساء أمس عاقبت نفسي بمتابعة قناتي (عفاش اليوم) و(البيض لايف) ، كان التشابه كبيرا بين الإثنتين ، الأولى تدافع عن مخلوع الشمال وتندد ببيان مجلس الأمن، والثانية تنافح عن مخدوع الجنوب وتشتم المؤسسة الدولية.
أسخف شيء سمعته من القناتين معا كان على لسان شاب حراكي (مزايد جدا) مقيم في صنعاء اسمه (ماجد الشعيبي) وهو يعلق لقناة عفاش بقوله كأن الذي صاغ البيان حزب الإصلاح، فيما وصل الغباء لدى مذيع قناة البيض لايف (ردفان الدبيس) إلى عدم التفريق بين الرئيس السابق والرئيس الأسبق، وعندما عرفت أن صاحبنا كان (مقوت في سوق قعطبة) تفهمت لكل هذا الجهل.
وأخيرا ما أغرب الأيام كان صالح والبيض معا مطلع التسعينيات من القرن الماضي يتصدران ويخطان صفحة ناصعة في تاريخ اليمن الحديث، ولأنهما لم يكونا على مستوى الحدث تعثر المشروع ، ثم دارت الدوائر ليخرجا من التاريخ معا عبر بيان أممي لتكون الفضيحة بجلاجل والجزاء من جنس العمل.
زمااااان كنا ننصح قادات وجماهير الحراك ونحن معا أن يتوبوا من حماقة صناعة وتكثير الخصوم، والتفنن في افتعال المعارك التي لاتصب في مصلحة الحراك والجنوب ، لكنهم لم يسمعوا للناصحيين وراحوا يشعلون الحرائق ويألبون الأعداء والخصوم حولهم ، حتى أصبح وظل وأمسى الحراك خصما وعدوا للداخل والخارج، الإقليمي والدولي، العربي والعجمي، عدوا للشارع والطريق..الأرض والإنسان.. البيئة والهواء، حتى الأطفال حرموهم لقاحات التحصين من مرض شلل الأطفال بإغلاقهم الحدود السابقة في قرى الضالع المنكوب منذ أربع سنوات بعبثهم وطيشهم ..
الحراك يتوارى يوما بعد يوم إلى زاوية ضيقة تحاصره أخطاؤه من الإتجاهات الأربع ، بل لقد أصبح محل رقابة من مجلس الأمن الدولي ويقترب كثيرا من تصنيف (منظمة إرهابية تمارس العنف وتنشر الفوضى) والله لاسامح البيض الذي جعل وجه الحراك أكثر قتامة...