[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الجنوبيون الوحدويون

حفر وحدويو الجنوب يوم الخميس 21فبراير 2013 مكانهم في عمق مشهد الجنوب في اليمن وبإصرار وسجلوا موقفهم الوحدوي بثبات رغم محاولات الرافضين للراي الآخر في الحراك الجنوبي الانفصالي افشال فعالية الوحدويين الجنوبيين التي اظهرت ذلك الموقف واكدت ذلك الثبات.

إنّ رسالة ابناء الجنوب تلك تعلن وتظهر ان ابناء الجنوب اكبر من ان يكونوا أداة يستخدمها البعض لأجل مصالحه الشخصية. انها بمثابة اعلام للقاصي والداني ان من يزعم تمثيله لأبناء الجنوب ومنذ عام 2007 تحديدا كان مدعياً وزاعماً ذلك ليس الا، ولذلك كان مستميتاً في الحيلولة بين وحدويي الجنوب وان يظهروا للعالم بتلك الكثافة في حشد وحدوي قدم إلى ساحة العروض بقلب عدن من كل المحافظات الجنوبية يحدوهم المشاركة في صنع يمن جديد يتطلعون فيه إلى العيش بكرامة وتنمية ومن دون ان ينغص حياتهم ظلم رسمي أو بغطاء رسمي.

مهرجان وحدوي حاشد رفرفت في أرجائه اعلام دولة الوحدة، مطرز بكلمات تنبض بالتطلع والاصرار على المحافظة على الوحدة في وجه الرياح الغريبة على الجنوب والمدعومة من خارج سقط في امتحان الانسانية في سورية ويسعى اليوم لتكون له موضع قدم بديلة عن سورية في جنوب اليمن كما سبق وان عمل الفرس قبل ميلاد المسيح عليه السلام، واذا كان البعض يقرأ التاريخ ويحاول استلهام درسه فعليه ان يدرك ان الاخرين يفعلون ذلك كذلك.

ان ذلك المهرجان قد بدد ادعاءات الحراك الانفصالي الجنوبي وبدد كل الوساوس القائلة بأن كلمة ابناء الجنوب قد غدت واحدة ضد الوحدة. كما اثبت كم يفشل الحراك حين يحاول تزوير الوعي الجمعي لأبناء الجنوب وتبين له ان نجاحه كان متواضعاً في خلق الكراهية للوحدة في نفوس الجنوبيين بالإضافة إلى نجاح علي صالح زمن حكمه وبفعالية في خلق تلك الكراهية. إنّه صوت ادانة مجلجل لخطاب الحراك ومسعاه في ان يحصر في ذاته المتضخمة تمثيل ابناء الجنوب وبالتالي مسعى رموزه لاتخاذ دعواهم سلما للقفز على السلطة في المحافظات الجنوبية.

كما اثبت الحراك من خلال محاولاته افشال المهرجان انه لا قيمة عنده للجنوبي ولا لرأيه الا ان كان مؤيداً لمشروع الانفصال، ولكن ابناء الجنوب اثبتوا، باحتشادهم لكل من لديه شك، انهم متمسكون بالوحدة وراضون بها تماماً كما انهم متمسكون بان يتم تحقيق تطلعاتهم في الكرامة والعدالة والتنمية تحت راية الوحدة.

ان المنطق السلوكي للحراك الانفصالي يقول ان الجنوبي ما دام غير انفصالي فانه ليس جديرا الا بالحجارة وبمصادرة رأيه وارادته الحرة واغتيالها وتسميتها بغير اسمها وبطريقة فجة، وهو، بالمناسبة، يحاول ان ينزع عنها صفة الحرية لأنها لا تؤيد توجهه الانفصالي وينشر هذا النوع التعسفي من التقييم. لقد قال وحدويو الجنوب اننا نشهد عهدا وحدوياً ينبغي ان يستمر وان نحرص على استمراره واننا لا نعيش احتلالا كما يسعى الانفصاليون لترسيخ هذه الفكرة والرؤية المبطلة في اذهان ابناء الجنوب في محاولة بائسة لقراءة خاطئة مضللة للأحداث التي شهدتها اليمن منذ صيف 1994م.

كم كانت تلك الملحمة الوحدوية مهمة ان تتم وان تظهر مفاعيلها للعالم، لقد كان هذا ضرورياً ليعرف العالم ويشاهد تيارا وحدويا عريضا في الجنوب، تيار في الوقت الذي هو فيه وحدوي صميم إلا أنه ساخط على الحال الذي آل اليه الجنوب على يد زعيم عصر الاستبداد والفساد علي عبدالله صالح ونظامه الفاسد الذي تعامل مع الجنوب بكل صلف وعنجهية ناهباً اراضيه ومؤمماً الممتلكات العامة فيه لصالح مؤسسته ومنظومته المبنية على عقلية النهب والاسترزاق والثراء على حساب مصالح وحقوق بقية الفراد الشعب.

لقد اكد ابناء الجنوب باحتشادهم انهم يؤمنون بالوحدة كقيمة ايجابية حيوية وعالية وانها لا علاقة لها بما حل بالجنوب من ظلم كان رأس حربته علي صالح وقد قامت الثورة الشبابية الشعبية السلمية لتمثل فاتحة عصر العدالة والتغيير والبناء والتنمية، اقتلعت تلك الثورة التي كان لأبناء الجنوب في ساحاتهم في عدن و شبوه وحضرموت والمهرة ولحج والضالع وابين اسهام فيها، رغم مساعي الحراك الانفصالي مع الامن القومي دور في مضايقة مدها ومن ثم خفوت صوتها من خلال منهجية التفريق والافشال بالحجارة للفعاليات الثورية الجنوبية ضد حكم علي صالح.

احتفل ابناء الجنوب بساحة العروض ذلك اليوم المجيد الاغر 21 فبراير بمناسبة مرور عام على اقتلاع أُس البلاء الذي حل بالجنوب وبكل اليمن من على كرسي الرئاسة، بل وكان القادم الجديد إلى كرسي الرئاسة شخصية جنوبية وبإجماع شعبي منقطع النظير وتأييد دولي كبير، لقد مثل وصول عبدربه منصور هادي إلى كرسي الرئاسة في الواقع بداية كبرى لحل القضية الجنوبية التي من ابعادها التهميش السياسي لأبناء الجنوب. ويا للمفارقة فقد كانت وسيلة الحراك الانفصالي لإفشال الاحتفال بدعوة انصاره إلى ذات الساحة للاحتفال بذكرى مقاطعة الانتخابات!!!! يا للعجب وقد كان الاولى بقادة الحراك الانفصالي لو كانوا حريصين على مصلحة ابناء الجنوب حقاً أن لا يقاطعوا تلك الانتخابات بل ان يباركوها ويسهموا في انجاحها باعتبارها المدخل الضروري حينها لإبعاد من ظَلَم الجنوب عن كرسي الرئاسة وكان القادم مكانه واحدا من ابناء الجنوب وها هو ينصت ويهتم لحل القضية الجنوبية واعادة المظالم إلى اهلها في مدن الجنوب وكل انحائه.

ان الفعل الحراكي الانفصالي اثبت ان قضيته ليست القضية الجنوبية انما قضية اشخاص يحاولون الانتقام من القوى التي احبطت مخططهم الانفصالي عام 1994 مستفيدة من اوضاع متدهورة يسهل في ظل الجهل والنفس المشحونة نسبها إلى الوحدة و إلى من دافع عن الانفصال وكانه كان يستهدف الحفاظ على مصالح الجنوبيين وقد كان هدفه الحقيقي ان يبقى قادته في سدة السلطة ولو في الشطر الجنوبي فقط المهم ان لا يتم حرمانهم من هيلمان السلطة ومزاياها التي اعتادوا عليها نحو عشرين عاماً.

كانت قوى الانفصال مدركة فداحة مثل هذا الحشد المليوني على موقفها وعلى خطابها الاعلامي المتترس بالأكاذيب و الزيف كان خطابه يوحي بصورة مباشرة و غير مباشرة ان الجنوب قد غدا على قلب انفصالي واحد لولا اختلاف التيار، العالم اليوم واكثر من أي وقت مضى وبالدليل الملموس يجد ان هناك موقفا جنوبيا عميقا لطيف واسع من الجنوبيين ليس وحدويا فقط ولكن حريص على الحفاظ على الوحدة.

مع سبق الاصرار والترصد كان الحراك الانفصالي هو المعتدي على الجنوبيين الوحدويين فوسائل اعلامية عديدة نشرت تهديدات وتحذيرات قيادي فيه من مغبة عقد الفعالية في 11 فبراير فتم تأجيلها عشرة ايام فقط وجاءت في أبهى حلة وحدوية رغماً عن تهديدات الحراك التي تضعه في مصاف المعربدين و الغوغائيين الذين لا يترددون في استخدام العنف في محاولتهم اليائسة في فرض وجهة نظرهم. واعلام الحراك لن يدخر جهداً في سبيل تشويه تلك الفعالية ومحاولة تفسيرها بصورة غير صديقة كعادته في قلب الحقائق لأنه يدرك انه وبدون صعوبة، سيجد من يصدقه في صفوفه بل ويروج لأكاذيبه مهما كانت غير معقولة و مفضوحة فقد مهد لها بغسيل دماغ بحيث لا يجد جمهوره حاجة لتفحص ما يقول فهو عنده الصدق تماماً مثلما عند الاخر الكذب.

قوى الامن في محافظة عدن قامت بمهمتها الدستورية والقانونية هذه المرة فأسهمت بدور فاعل في تأمين الحماية لتلك الملحمة الوطنية من اعتداء عناصر الحراك المعتاد، وهذه مهمة رجال الامن وعلى الدوام ان يصد المعتدين ويردع الموتورين.

وقد جاء تنظيم هذه الفعالية في توقيت مهم قبيل انطلاق اعمال مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس وهو الحوار الذي ستحتل فيه القضية الجنوبية الصدارة وكانت الفعالية رسالة إلى كل الاطراف التي ستشارك فيه ان في الجنوب طيفا واسعا يطمح وبشدة في حل القضية الجنوبية ولكن مع الحفاظ على الوحدة اليمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى