أرشيف الرأي

يا أرض قحطان!

ليس من حق احد كائنا من كان ان يحدد المنطقة التي يريدها ويقتطعها من الجمهورية اليمنية ويمنع الناس من العمل السياسي والاجتماعي فيها ، هذا الوطن يا سادة غير قابل للمشاريع الصغيرة وعليكم ان تفهموها بلغة الطبيعة، وبكل لغات العالم المفهومة اليمن هي اليمن ولا خلاف تاريخي ولا حتى سياسي على ذلك من عهد تبع وشمر يهرعش والعظيمة بلقيس إلى عهد الرئيس هادي.

وان مرت اليمن بمراحل ضعف تاريخي فهذا شيء طبيعي ،وان ذهبت بعض اجزاء منها وعادت بعد فترة شيء يحدث في كل بلاد العالم، وهذا يعني ان اي تقسيم حصل لظروف مرحلية لم يكن شيئا طبيعيا ، ولن يكون شيئا طبيعيا وهذه هي لغة الطبيعية اليمن ارض وانسان وهواء وماء وشجر وجبل وحجر وجن وملائكة هي اليمن ، ومن لم يفهم الطبيعة لن يفهم شيء ولا داع لإفهامه اي شيئا اخر.

صبرنا كثيرا منذ بداية الثورة ونحن نسمع الاصوات النشاز هنا وهناك تهتف بمشاريع هي الاصغر في فكرتها والاقل من ان يلتفت اليها عاقل، لكننا صبرنا وسكتنا عل احدا منهم يفهم لكن دون جدوى ، مع انه من حقنا كمواطنين يمنيين ممارسة حياتنا السياسية والاجتماعية على ارضنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وهذا وفق لكل اعراف اهل الارض اولهم واخرهم.

فعالية اليوم في عدن بمناسبة ثورة التغيير 11 فبراير وبمناسبة التغيير الفعلي في 21 فبرير 2011 لم تأت من فراغ ،وانما اتت بعد افعال مورست ضد الارض والانسان اليمني في بلده ، تلك الافعال والاقوال تستفز روح اليمن وحضارتها وانسانيتها، فماذا يعني ان يمارس في عدن الاقصاء ضد حزب الاصلاح أو غيره من الفعاليات والاحزاب السياسية ، ما الداع لمنع اي حزب ان يمارس ما انشئ من اجله ؟ ليس من حق احد ان يقصي الاصلاح أو اي حزب سياسي من ممارسة الحقوق الطبيعية على ارض اليمن من صعدة إلى المهرة.

المخرج من كل التهويل لقوى خفية تعمل ضد اليمن هو اقامة مثل هذ الفعليات الوطنية المشرفة ، وفعالية اليوم في عدن هي اشرفها على الاطلاق ، لأنها تقول لمن ينصبون انفسهم اوصياء على عدن أو غيرها كفاكم هراء ، ليس من حقكم ان ترفعوا اصواتكم فوق صوت اليمن والعقل والحكمة والحكومة.

عدن لليمن وصنعاء لليمن وكل اليمن لليمن واليمنيين بلا استثناء ، ونعم للتنوع والتعدد والتحزب ،ولا للتحريض والاقصاء أيا كان مصدره، ولهذا نقول ان لفعالية اليوم في عدن قدسيتها ورمزيتها في الاطاحة بالديكتاتورية والصوت الوحد والتوريث والشمولية والفيد والنهب.

مجافاة الحقيقة ومحاولة قلب الوقائع يعطي انطباعا سيئا مهما كانت الاسباب التي تجعل البعض يمارسون العنف ضد الناس والتعامل مع اخوانهم على اساس انهم محتلين ! وهذا فعلا مورس ضد العمال في اليمنيين في بعض المدن كعدن والمكلا .
وعجبا لمن يحتلون ارضا وينامون على الارصفة ويسكنون في حارات الفقراء ويبيعون "زلابية وخبز طاوة عادي وكلس" والشاي والخضار وكثير منهم عمال بناء .. و اسفاه على تخاريف بعض الحراكيين الذين ينسجمون مع مخططات آيات الله الجدد صالح والبيض المعرقلين للتسوية في اليمن .

اننا بحاجة إلى ادارك ان بناء الدولة لا يكون بالتخوين والاقصاء والعنف، ولن يكون سوى بالأحزاب والمنظمات الجماهيرية والتعدد والتنوع واقامة الفعاليات في كل رقعة وركن من ارض الوطن.

ان عدن اليوم هي محط انظار العالم اجمع فهي تبتهج بثورتها وبالتغيير وبإسقاط من ظلم اهلها كما ظلم كل اهل اليمن، اذا اثبتت الوقائع انه لم يكن ينتمي الا لنفسه واسرته الضيقة ، وبقية اليمن عانت كلها بلا استثناء ، عدن اليوم تعيد قضية الحقوق من جديد ،وهذه يجب ان تعاد لأهلها في كل جزء من اليمن بلا استثناء ، لقد ولى عهد الاستقواء بالعسكر والسلطة ، واتى زمن الاستقواء بالحق والقانون والمدنية.
اننا في مرحلة اكمال ثورتنا والتخلص من الماضي وصفقات المهربين الذين تاجروا بأرواحنا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا .

اليوم نحتضن بعضنا في عدن وصنعاء وتعز والمهرة والمحويت وكل اليمن ،ونقول هذا هو عهد التغيير الذي يجب ان نواصله لأجل كل شهدائنا ،وكل اطفالنا ،ولكل مستقبلنا المرهون بحبنا لبعضنا، ووطننا ،وامتنا ،وثقافتنا ،وتقاليدنا التي تقول لنا: يا ابناء قحطان هذه ارضكم فأبنوها بسواعدكم ولا يفرقكم عنها احد.

زر الذهاب إلى الأعلى