آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حزب الإصلاح وفوضى اليمن

كلما أرادت فئة سياسية أو مذهبية أو مناطقية في اليمن البدء بالعنف اللامشروع وقتل المواطن اليمني البسيط ومصالحه التي يتعيش عليها، اتخذت من إسم حزب الإصلاح شماعة لنشاطها المحرم. فتارةً نرى بعضهم يكيل الاتهامات المباشرة للاصلاح بأنه وحده هو من قام بالثورة الشبابية السلمية، وآخرون يرون أنه هو فقط من تم قتله في دماج وحجة وعمران والجوف وعمران، وهو ذلك المواطن (الشمالي) الذي يعمل في البسطات والمحلات التجارية الصغيرة في بعض شوارع عدن أو حضرموت أو الضالع..الخ!!

حزب الإصلاح الذي لو افترضنا أنه هو فعلاً اللاعب الوحيد أو الأكبر في تفاعلات اليوم ومن يرسم الملامح الرئيسة في البلاد، فهو بناءً على ذلك الحزب الذي لم يؤثر لنفسه السلطة كما هو في الظاهر العيان بل آثر سلامة البلاد بتأييده المبادرة الخليجية التي لم يكن يحتاج لها وكان يمكنه الاستمرار في الثورة والتعرض للنار والبارود العفاشي المصر على القصف اليومي للاستحواذ الكامل على السلطة ولو كانت كلفة ذلك دماء كل اليمنيين مادام لن يخسر الحزب قطرة واحدة من دماء كوادره وقياداته.

فهو طبقاً لافتراضهم من قرر وضع الرئيس هادي رئيساً وباسندوه رئيساً للوزراء وأبعد قياداته من المنصبين الرفيعين واحتفاظه بأربع حقائب وزارية فقط. وهو الحزب فقط الذي تبقى كوادره هي من تُظهر حجم الوحدويين الكبير من أبناء الجنوب في مسيراتهم الوحدوية المليونية السلمية، وهي وراء كل القرارات الحكومية التي تعمل على الانتقال السلمي للسلطة وقرارات الهيكلة واقالات الفاسدين وهو الأغلبية الكبرى التي أوجدت الفرق بين اليوم وعهد النظام بحلوه ومره.

كل من يسيء لوطنه اليوم ويرتكب عمليات القتل والحرق والعمالة وتهريب سلاح القتل الشامل من الخارج يدعي أنه بذلك يقاتل حزب الإصلاح وهو بذلك يجتذب حب كل محايد وكل مستقل وكل منصف نحو الإعجاب بحزب الإصلاح وبنضوجه وشعوره بالمسئولية من دون أن يدري! بل انه جعلهم يعتقدون بأنه صمام أمان بالدهم والضامن الأكبر لمستقبله الذي يريد أن يهدمه الظلاميون ذوي الطموح اللامشروع.

تلك القوى تمتهن العنف والجريمة وتريد للآخرين أن يدافعوا عنها بأنها هي صاحبة الحق والشرعية. هي الغيرة ولا شك من أداء حزب الإصلاح وسجله الحافل بإيثار الوطن على المنفعة. وهي الغيظ من غياب الإثبات على جريمة إصلاحية أو خطأ إصلاحي جسيم واحد. وهي الفشل في دفع باقي المشترك إلى تفكيك لقائهم الفعال ضد كل مشاريع التفتيت واللااستقرار. مع كثرة المواقف الخائنة والهدامة، غدا اليمانيون البسطاء وهم الأغلبية اليوم أكثر فهماً من أي وقت مضى بمن معهم ومن ضدهم. وصاروا يحللون الأحداث بأعينهم وعقولهم وليس بتوجهاتهم الضيقة.

Back to top button