قطعاً لم يكن الرئيس هادي ليذهب عدن لولا انه رأى حشوداً جنوبية تهتف للوحدة وترفع صورته بموازاة علمها الزاهي الألوان , إنها الوحدة التي جمعت الخصوم في 90 وفرقتهم في 94 وجمعتهم مرةً اخرى في 2013م ..!
كان عبدربه منصور ضابطاً عادياً منتمياً لزمرة الرفاق التي رمتها الأحداث خارج اللعبة في 86 م ولم يكن يلقي له البيض بالاً كعدو في عام 90 كما ان علي صالح لم يكن يلقي له بالاً كصديق كذلك . إنها الوحدة وحدها العلامة الفارقة في تاريخ الرجل ..! فهو الذي وقف مدافعاً عنها ضد من حاولوا إنهائها وكأنها لعبة زهيدة الثمن فحقدت عليه الطغمة الانفصالية واعتبرت قتاله في صف الوحدة انتقاماً من خصومه في الماضي في الوقت الذي اعتبره الطرف الآخر علي صالح رجل مواقف لا يستحسن تجاهله ولا يستحسن إبرازه في نفس الوقت فكان منصب نائب الرئيس وبدون قرار جمهوري هو المكان المناسب لعبدربه بالنسبة للمخلوع ..
يعود الزمن من جديد وتعود الوحدة إلى صدارة الحدث فهاهي تحت طائلة التهديد من جديد وهذه المرة من قبل الزعيمين الذين وقعاها في 90 فواحد ينادي بفك الارتباط والآخر يدعمه في السر والعلن وجائت الاقدار بعبدربه ..!
أحبه الشعب لأنه يحب الوحدة وكرهه البيض وصالح لأنه أعاقهما وافشل مشروعهما الرامي إلى زعزعة الوحدة فهو في نظرهما عدو مشترك وفي الوقت نفسه فهو حليف للمشترك الذي يعد ابرز التكتلات المعززة لقيم الوحدة ..
المعركة ليست سهلة أيها الرئيس والشعب الذي ولاك أمره قبل عام لا يزال معلقاً عليك آمالاً عريضة يجب عليك تحقيقها بعون الله وفي مقدمتها الحفاظ على الوحدة .
ليس من المنطق تجاهل قضية الجنوب العادلة ومجيئك و إلى عدن ومكوثك فيها خطوة على الطريق الصحيح لكنه ليس من المنطق أيضا أن يتم اختزال قضية الجنوب في خرقة جوفاء و فصيل ناقم على البشر والحجر وقيادات متحجرة قد أكل عليها القهر وشرب ورقد ..!
من يكون باعوم والبيض حتى يصيروا هم القضية الجنوبية وهم الهم الجنوبي ؟ إن مجاراة ومداراة فصائل التطرف في الحراك على حساب الشعب في الجنوب قد تثمر هدوءاً آنياً لا يلبث أن تعقبه عواصف من الشغب وذلك أن السواد الأعظم لن يرضى ببيع قضيته لحساب من تاجر بها بالأمس وباع الكرامة في الجنوب بثمن بخس ؟
من يكون هؤلاء حتى يصيروا حماة الغلابا في الجنوب وهم الذين غلبوهم ؟
وحتى يصبحون أبطال قضية هم من أهدرها وخانها ؟
إن الجموع التي خرجت في 21 فبراير تهتف للوحدة لن تتسامح مع أي شخص يحاول الالتفاف على القضية الجنوبية وجعلها من حق طرف دون آخر حتى ولو كان هذا الشخص رئيس الجمهورية نفسه ..!
أحرقت مقرات الإخوان في مصر وهم حزب الرئيس فلم يلمه احد على التنديد كونه صاحب الشأن أما هادي في اليمن لم ينبس ببنت شفه جراء إحراق مقرات حزب سياسي مشارك في السلطة والمبادرة وله جماهيره العريضة على امتداد الوطن .
الشعب انتخب الرئيس هادي في الشمال والجنوب وعليه أن يكون له موقف واضح جراء ما تفعله عصابات الحراك المسلح ضد إخواننا الشماليين المقيمين في الجنوب فهذا أمر لا مداراة فيه وتسليم الجناة أقل ما يمكن أن يفعله كرد جميل لشعب انتخبه ثم يحرق ويقتل وتحرق محلاته بدون أي ذنب إلا انه جاءت به الوحدة التي دافع عنها الرئيس نفسه يوماً من الأيام ولا يزال متمسكاً بها .
يجب إن يكون الحزم في التعامل سيد الموقف بالنسبة للرئيس مع فئة تحاول استغلال الظرف الحالك الذي تمر به البلاد وتتلاعب بواحدة من أهم مقدسات وأهداف ثورات الشعب في هذا الوطن ألا وهي الوحدة .
- كاتب وشاعر من شبوة