آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حائط المبكى وجهالة الزعامة !

1
يعقد في الأمم المتحدة مؤتمر عالمي لمُقَعِيِّ العالم بعنوان (عالمي) - my world - وفيه يتحدث فيه كل مُقَعِي، ويكتب أحلامه التي يريد أنْ يرى بها العالم بعد 2015.
القصة جميلة !

إلا أنها تحتاج لخيال خصب، من نوع قَطَلْ، وإلا صناحفي؛ مع مَلْجَعْ يَلعَصْ سوا، وتفكير من رأس مُسَنْطِلْ؛ تتناكعُ منه الأحلام وتتنازعُ الأوراقَ، والقلمَ، والمدكأ !

.. والفكرة تذكرني بإحدى حلقات توم و چيري Tom and Jerry . أساساً توم وچيري لو وصلوا لفكرة عقد حوار وطني، والخروج باتفاق بينهما؛ لانتهى المسلسل، ومات المخرج، والمنتج من الطفر، والجوع، وملاطيم الدَّيَّانة . فاستمرار الخلاف هو تبرير كافٍ لاستمرار بقائهم .

2
الفضول كان مستشاراً لأربعة رؤوساء يمنيين . وقد عُرِفَ منذ سن مبكرة، بنضاله، وشعره، وأدبه الصحفي الباذخ بالسخرية اللاذعة، وبنكتة الثرية بالخلود، والبقاء في قلوب الناس، وألسنتهم؛ يتناقلونها ترفيهاً لموقف، أو تسفيهاً لحدث !

أرسل إليه القاضي عبدالرحمن الإرياني يومذاك، في الصباح الباكر؛ لأمر خطير .
- "مَوْ قَاْ هَلْ "؟
- "إتصل الشيخ سنان من الحديدة، وهو يزبد، ويرعد، ويقول لازم الأسودي يوقف عند حده؛ والا عَاْ يوقع أمر غير عادي !.. تقول يا استاذ عبدالله ما هُوْ هذا الأمر غير العادي؟ أمانة قَدْ بين أرجف؟ تقول عَاْ يقتله "؟
- "لا .. القتل عندنا أمر عادي" !
- "عَاْ يُلْبُجَهْ "؟
- "لا .. اللَّبْجْ عندنا أمر عادي" !
- "طيب .. ما عَاْ يفعل ب "؟
- "خَيْنَهْ .. شِعْرُبُهْ"؟!

رد القاضي :
- " هو ذاك .. مَاْ بِشْ غيرُهْ " !
.. وفي تقليده الوسام من علي ناصر في دولة الجنوب القديمة - الجديدة - سأله علي ناصر
- " يا فضول .. فين أحسن الشمال؛ أو الجنوب "؟

إبتسم الفضول
.. وقال :
- " الشمال شتات، والجنوب جنون " !
ويدور الزمان دورته الأولى .

حَدَثَ أَنْ دخلَ الفضول على الأفندم علي ..
فقال :
- مَوْ آذاْ يا أفندم المسؤولين حقك كَرَّةْ سَرَقْ مَعَسَيَّبُوليش مَوْ أسرَقْ .. وأنت قَيْ الفلُوس كُلِّهْ عِندك .. مَوْ عَشْتَسْرَقْ !؟

3
لَيسَتْ هُناكَ علَى الأَرضِ خَطِيئة كَالجَهَل ..
عَدَا الخَوفَ . وَمَا هُوَ الخَوفُ غَيرُ ظِلِّ الجَهْل !

وَلَستُ مؤمًنَاً أَلبَتَةَ بَالحًكمةِ الإِعتِبَارِيَةِ الجَمْعِيَّة لُِأمَّةٍ، إِذا تَجَمَّعَتْ مِنَ الجَهَالَةِ الفَردِيَةِ المُترَاكُمةِ، وَالمُكَوِّنَةِ لِهذِهِ الحِكمَة الجَمعِيَّة لِلأُمَّة .

ذلكَ مّا ُأسَمِّيْهِ الجَهْلَ المَوسُوعِي لِلأُمَّة !
وّفِي أَيِّ لَحظةٍ تَعتقِدُ أَنَّ الثٌَّقَافَةَ، وَالعِلْمَ، عَملَِيةٌ شَاقَةٌ ومُكَلِّفَةٌ ..
جَرِّبِ الجَهلَ إِذَنْ !

الجَهلُ يَخلُقُ وُحُوشَاً مِنَ الدِّيكَتَاتُورِيات !
الجَهلُ آفَةُ كُلِّ سُقُوطٍ فِي حَضَارَةِ الأِنسَان .
وَهُوَ الظِّلُّ الَّذِي يَبحَثُ فِيهِ الإِنسَانُ عِن مُعجَزَاتِ السَّمّاءِ . بُدَعَاءٍ مِنْ مِحْرَاب !
لِمَاذَا يَمُوتُ النَّاْسُ مِنَ الإيْدز ..
وَلا يَمُوتُون مِنَ الجَهْل !
فَكَلاهُمَا مِنْ أَنْهِِجَةِ مُعَاقَرَةٍ للرَّذِيلة .

مَأسَاة ..
أَنْ يُصبِح َالجَهلُ فِي عَالَمِنَا، عَقلِيَّةً لَهَا رَأسٌ، وَخَيلٌ، وَجُنُودٌ، وَسَيفٌ، وَعَصَا !
لَيسَ هُنَاكَ رَأسَاً لِتَجُزَهُ؛
إِنَّهُ كَالسَّرَطَان .. يُسْتَأصَل .

مُجَرَّدُ فِكْرَةٍ ..
وَلَيْسَتْ وَعْظَاً

4
أثبت الزعيم - زعيم الجهالة واليأس - أنه بلا منازع أيقونة الجهالة !.. كما أثبتَ أحمد الأبن أنَّ ما يَطْلَعْ مثل أبوه إلا الحمار !.. فما زال الأب والإكديش .. يبحثان عن رياسة في الدَّيْمَة؛ مُتَوَقِّعَين إمكانية الدخول للدَّيْمَة من الباب الخلفي .
كبرت الناس يا زعيم علي ..
شبَّتْ الناس عن الطَّوق يا أحمد علي !
تحدثا بشيء آخر
فلقد مللتُ من عجزًكما عن أنْ تكبرا، أو عن فهم الجهالة المتمكنة فيكما؛ فمراكبُ البلاد، ومزاجها لم يعد بها أشرعة مرتفعة .. لكما .

5
المرحلة الثانية من ثورة الشباب؛ بعد إسقاط أيقونة الجهالة والبغاء؛ هي الإستيلاء على محطة التليفزيون . فكتائبُ الثورات اليوم تُحْدِثُ بالكلمةَ والصورَةَ .. طوفاناً !
إعطِنِيْ مِرْنَاةً - تليفزيوناً - أُبدعُ لك ثورةً، وبركاناً، وشعباً ..

6
سألني أحد الأحباب فقال :
- ماذا ستحكم على الزعيم والرجال من أسرته لو كُنتَ المُحَكَّم بينه وبين الشعب اليمني؟
قلت له :
سأضعهم في أقفاص؛ وسأوزعهم على كل جولات الجمهورية - وبالتبادل والتناوب - ليكونوا حوائط مباكي لنا .. كيف تركناهم يعبثوا بنا ثلث قرن ويزيد .. أو كأنَّاْ كالذَّاهب إلى كربلاء يجلد نفسه .. !
السجن حرام فيهم .

زر الذهاب إلى الأعلى