أرشيف الرأي

احذروا السياسيين المتقلبين!

ان تقلب المواقف عند سياسيي التجربة الاميركية – الإيرانية في العراق أصبح سمة من سماتهم الكثيرة ، التي صاروا يُعرفون بها لدى الشعب العراقي ، فوصفهم ب" الحرامية " من قبل الشعب أصبح كآل التعريف للاسم في اللغة العربية، ومن قواعد السلوك لديهم من أعلى وظيفة في السلطة إلى ادناها وظيفة ، إلا ما رحم ربي .

ننحي هذا الجانب قليلاً ونعود إلى موضوع المقال ، إضافة إلى وصفهم ب "الحرامية" ، هناك وصف آخر "المتلونون" أي المتقلبون بمواقفهم دون الثبات على موقف ، ويمتاز بها ساسة العراق اليوم أيضاً ، فتارة نجدهم إيرانيين الهوى ، كما حدث في البرلمان حينما انتفض اغلب مشاهير الفضائيات " نواب الكتل" بذرف الدموع على الشعب البحريني ، وطالبوا بالقصاص من حكام البحرين ، وتحدثوا عن مساعدات مالية تقدم للبحرينيين ، ودعم ما اسموها بالثورة ، وكأنهم يتحدثون عن دولة افريقية ، لا دولة تنعم بالرفاهية الاجتماعية التي يفتقدها أهل العراق ، دولة رغم حجمها الصغير على الخارطة الخليجية الا انها اثبتت وجودها على تلك الخارطة ، ومشاريع التنمية الاقتصادية والبشرية والعمرانية في البحرين لا تخفى على احد ، لكنها أيدي إيران كالمعتاد! ، وهذا كان في وقت تعيش فيه البلاد موجة تظاهرات طالب فيها العراقيون بتوفير الخدمات والمشاريع الانمائية التي من شأنها ان تنهض بالبلاد وتحاصر البطالة التي يشكو منها مئات الالاف من العراقيين .

وتارة نجدهم اميركيين الهوى ، حينما " يحجون" إلى واشنطن وفوداً وفودا ، ويطلقون تصريحات نارية ضد إيران واعوانها، واخيرا نجدهم عراقيين الهوى في وسائل الاعلام وذلك في وقت الانتخابات فقط.

نبقى في العام 2011 ، فحينما حاول بعض الساسة ركوب تلك الموجة الشعبية بإستعراضهم للعضلات امام وسائل الاعلام والنزول إلى ساحة التحرير مع المتظاهرين فكان الرد عليهم يشفي صدور العراقيين ، عندما تم رجمهم بالحجارة ، وانا شخصيا تعرضت لمحاولات " احتواء " من قبل بعض السياسيين على اعتبار ان لي علاقة وتواصل مع الحراك الشعبي في حينها ، لكنها باءت بالفشل حينما قمت بفضحهم ورفض عروضهم " السخية"!.

ومع قدوم الربيع العراقي الذي نشهده اليوم في ساحات العز والكرامة ، يحاول السياسيين ركوب المنصات الثورية من اجل الصعود على ظهور المتظاهرين والمعتصمين مرة اخرى ، فما شهدناه من مشاهد تمثيلية في بعض ساحات الاعتصام كان ابطالها سياسيين هم جزء من المشكلة العراقية ورمزاً من رموز الفساد في البلاد ، فهي محاولة منهم في كسب تعاطف الثوار ، خاصة مع قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات ، التي لا يزال اولئك الساسة يعولون عليها وعلى الانتخابات النيابية من اجل التغيير!.

ان الثورة العراقية والتي هي امتداد للحركة الوطنية العراقية التي ثبتت على موقفها من رفض الاحتلاليين الاميركي-الإيراني وعمليتهم السياسية العرجاء ،تمر بمرحلة هي الاصعب من كل المراحل بما فيها مرحلة المقاومة المسلحة ، فيما لو نجح اولئك الساسة من ركوب المنصات الثورية واطلاق تصريحاتهم من عليها فأننا سنشهد حالة من الانشقاقات وسنسمع خطابات طائفية تدعو للتقسيم وشرذمة البلاد ، فهو مشروعهم الذي يسعون إلى احياءه في كل مرة ، وذلك على عكس ما دعى اليه علماء الدين وشيوخ العشائر في تلك المناطق وفي مقدمتهم العلامة الشيخ عبد الملك السعدي والشيخ رافع الرفاعي والدكتور حارث الضاري وكذلك الشيخ جواد الخالصي والمرجع العربي السيد الصرخي ، وعدد اخر من الشخصيات العراقية .

لا يسعني في ختام المقال الا أن أؤكد على ضرورة رفض الثوار للسياسيين المنتفعين وابعادهم عن المنصات الثورية ، كي لا تعطوهم فرصة جديدة في استغلالكم والتحدث بإسمكم والاستجداء من دول العالم بفقركم ، فهم يزيدون ترفاً وانتم تزيدون فقراً ، ان تلك المنصات هي للعراقيين الذين لم يشتركوا في ذبح العراق وسرقة خيراته ، فاحذروهم انهم فتنة.

زر الذهاب إلى الأعلى