آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أيها الأعلاميون قولوا خيرا أو اسكتوا..

ربما سئم الناس الحديث عن الحوار الوطني فأينما ولوا بوجوههم وجدوا من يتغنى بالحوار كلا على هواه حتى اصبح هذا الحوار كأنه كائن ملموس بيننا أو فردا في اي عائلة يمنية يتقبلونه وجبة صباحية ومسائية ورفيقا في الباص ومتكا بجوارك في مجلس القات والأول في جدول أعمال المجابرات النسائية واهم ما يخوض فيه الرجال والنساء على حد سواء.

ولعل اكثر من تحدث عن الحوار هم الكتاب من الاعلاميين والصحفيين والمعنيين به وهذا بأعتقادي مايجب أن يكون عليه الأمر فالحوار الوطني حدث تأريخي يجب ان يشهد تفاصيل قيامه كل اليمنيين لأنهم المعنيون جميعا به وبإنجاحه وليس مقتصرا على مجموعة الأفراد المنتقيين للحوار.

انه بمثابة مذنب هالي الخاص باليمنيين فمن لم يشهده ويتفاعل بحدثه عليه ان ينتظر سبعون عاما مقبلة حتى يتسنى لليمنيين الأتفاق على حوار مرة اخرى .

ولأن الحوار الوطني املنا ولو جزئيا في التحرر من الوصاية وهو بموقع العكاز الذي ستنهض على اثره اليمن محاولة نصب قامتها بين الدول ونفض كل ادرانها وعللها من من تشظي وانقسام ومطامع واحقاد . فعلى كل اليمنيين جعل الوطنية ومصلحة الوطن هي المرجعية والاصل في التعامل مع الحوار والحديث عنه في وسائل الاعلام أو حتى في مجالس القات ونوادي النساء ومجابراتهن.

علينا نبذ مخاوفنا من عدم جدوى الحوار الوطني أو فشله اوالأنصياع وراء الأصوات التي تنعق ضد قيامه .والا نغلب المصالح الشخصية أو الشخصية بالوكالة أو المشاريع المغرضة ودوافعها المبهمة والمشينة والتي يجب ان تختفي امام حب اليمن ومستقبل ابناء اليمن كي نسلم هذا الوطن للجيل القادم يمنا موحدا وسليما من اسباب إنهيار الشعوب والأمم.

وتقوم على عاتق الكتاب والأعلاميين مسؤولية وصول الفكرة الصحيحة والسليمة لأبناء الوطن كافة و لندرك أن فكرة التغيير المنشود قائمة على اساس المعلومة الصحيحة وهذا لا يعني أن مهمة تنوير رجل الشارع بأهمية الحوار أو ما يمثله لمستقبل اليمن اختص بها الاعلاميين فقط بل هي مهمة الدولة والقائمين على الحوار بأخذهم بمبداء الشفافية وعدم اخفاء الامور اوالمغالطات السياسية التي تضر بالوطن ولا تنفعه.

ومسؤولية الصدح بالحقيقة وطرح الفكرة السليمة مسؤولية تأريخية ليست بالسهلة أو الهينة وانما ينهض بها الشرفاء فلا يؤجروا أقلامهم أو أذهانهم حسب العرض والطلب لكل مغرض ينصب نفسه وصيا على اي جزء من الوطن .و حتى لا يكونوا ابواقا صدئة في ايدي المرضي عقليا والمنهزمين الذين يعتقدوا أن الله خلقهم مالكين لهذا الشعب بالفطرة .

ولأننا قبل ثورة 11/فبراير عانينا من إعلام يصيب المرء بالعمى وقرحة المعدة ومازالت عروقه باقية في قنوات ومواقع وصحف معتقلات العقل اليمني أو جنتنامو الاعلام الرسمي السابق تسمى تعسفا الرأي الآخر وماهي الا الرأي المؤخر لنا عن ركب الحياة الحرة التي تحترم العقول وتفسح الطريق لحرية رأي الشعوب .

لهذا ولغيره من الأسباب يجب أن يدرك الكتاب والأعلاميين تلك المهمة الخالدة التي تعلقت برقابهم وأن تنوير الناس وتبصيرهم هي مهمة الرسل وليست فقط متعة النقد وتعرية الآخر والمضي مع التيار أو ضده .

الآن واليمن تخوض في احرج اوقاتها وتمر في مخاض عنق الزجاجة واللحظات المتوترة تشدنا جميعا بأنتظار 18 مارس نتمنى أن تتكاتف الأقلام البناءة لتصب في مصلحة الحوار الوطني.

ولنتمثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يصمت)

زر الذهاب إلى الأعلى