آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

سر تغاضي المنظمات الحقوقية عن جرائم الحوثيين!

قلت لأحد الزملاء الإعلاميين والذي يعمل بنفس الوقت في مؤسسة حقوقية : لماذا لا تتطرق مؤسستكم الحقوقية لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم البشعة لحقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها رغم بشاعتها فتنهد قائلا : أنت وضعت يدك على جرح كبير في القلب ثم أنداحت شكواه كسيل أنهمر على وادي فسيح قال : يا أخي أعددت تقريرا مفصلا وموثقا عن جرائم الحوثيين وأرسلته لمقر المنظمة ( مقرها في إحدى العواصم الأوربية ) ولم ينشروه فتابعت نشره وبعد رسائل واتصالات وأخذ ورد أبلغني أحدهم سرا بأن توصية من السفارة الأمريكية بعدم نشر أي شيء ضد الحوثيين تصور وهناك بعض المغفلين يعتقدون فعلا أن الحوثيين يحاربون أمريكا ويقفون ضد الهيمنة الأمريكية وهم متفقين ومنسقين وعلاقتهم وطيدة.

قلت له : أما علاقة الحوثيين بأمريكا فهذه معروفة لكل العقلاء باستثناء قطيع السيد من الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم لكن يا أخي كنت تنشر التقرير في وسائل الإعلام فقال : أنت تريد قطع عيشي ، تذكرت هذه القصة قبل أيام عندما نشرت مؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني تقريرا عن ضحايا الألغام في كشر بحجة وقد كانت الأرقام مفزعة والإحصائيات مرعبة فتحية لمؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني فهي الوحيدة بين مئات المؤسسات الحقوقية التي تتطرق لجرائم الحوثيين وانتهاكاتهم البشعة لحقوق الإنسان .

وللأسف هذه الممارسات الوحشية من قبل هذه العصابة المسلحة والتي تمر دون أي تعليق من قبل من تسمي نفسها بمنظمات حقوق إنسان أو منظمات مجتمع مدني وتصمت القبور على هذه الجرائم البشعة التي يقف لها شعر الرأس في تواطؤ معيب ومخزي ويترك تساؤلات وعلامات استفهام عن أسباب صمت هذه المنظمات التي أقامت الدنيا وأقعدتها وشغلت الرأي العام بقضية نجود أو زواج الصغيرات وسكتت عن عشرات النساء والصغيرات اللواتي قتلن على أيدي عصابة الحوثي الإجرامية كما سكتت هذه المنظمات عن الالاف من الصغيرات تم تهجيرهن وتشريدهن من قبل جماعة الحوثي وكأنهن لسن من البشر .

مئات من منظمات تسمي نفسها منظمات إنسانية وحقوقية ومدنية تغاضت وغضت الطرف عن هذه الانتهاكات والجرائم وكأنها تحدث في قارة أخرى أو كوكب بعيدا عنا ولم يصدر عن هذه المنظمات حتى بيان واحد ولو للاستهلاك ولذر الرماد على العيون .أتدرون لماذا ؟!!

لأن هذه المنظمات ليس لها أجندة وطنية وإنما هي مشاريع جماعية وخاصة لمئات من النساء والرجال الذين يطلبوا الله تحت هذه اللافتة ويعملوا كموظفين بالأجرة مع الممولين الأجانب فتجدهم ينفذون أجندتهم ليس إلا .

كم عملت هذه المنظمات ندوات وورش توعوية حول الصحة الإنجابية وتنظيم السكان وحول حقوق المرأة وتأهيل المرأة وتعليم الفتاة ؟!!

لو أحصيناها لوجدناها بالمئات إن لم نقل بالآلف لأن هذه المواضيع تلقى قبول وحفاوة لدى السفارة الأمريكية والسفارات الأجنبية وتمولها أما أن يقيموا فعالية حول الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في صعدة أو حجة على أيدي الحوثيين فمن سيمولها السفير الأمريكي سيرفض لأن الحوثيين حلفاءه ومن ضمن بنود الاتفاقيات السرية بين الجانبين سكوت منظمات المجتمع المدني عن كل جرائم الحوثيين وبقية السفارات هي على مذهب السفارة الأمريكية ولا تجرؤ على إغضاب فايرستاين وبلاده.

وهكذا فالخبرة صمتوا صمت القبور لأن "من يدفع للزمار يختار اللحن " طبعا هذا المثل ليس بعيدا عن موضوعنا فهو عنوان كتاب شهير يوضح أسباب تمويل أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية للمنظمات المدنية في العالم الثالث فهذه المنظمات هي أذرع لهذه الدول تنفذ أجندتها في بلدانها بما يخدم تلك الدول الممولة وليس بما يخدم تلك الأوطان .

فهل عرفتم الآن سر هذا الصمت المخزي لهذه المنظمات عن هذه الجرائم التي ترتكبها عصابة الحوثي الإجرامية المتمردة في صعدة وحجة وغيرها ؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى