[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

فنية الحوار.. فشل في «الحوار» والأداء

مع بداية مؤتمر الحوار يوم 18 مارس، ستكون اللجنة الفنية للحوار قد أنهت مهام عملها، ولنا الحق الآن أن نتساءل، هل فعلا نجحت اللجنة الفنية في الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار؟ هل مثلت أو طبقت فعلا المبادئ التي تُحضّر لها؟

وهنا لابد من العودة إلى نص القرار الجمهوري رقم(30)لسنة 2012م بإنشاء اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتحديد مهامها واختصاصاتها..

نصت المادة الرابعة من قرار إنشاء اللجنة على أن تقوم اللجنة الفنية بتنفيذ مجموعة من المهام(حددها القرار) حتى حلول 30 سبتمبر 2012 وإصدار تقرير نهائي بذلك، نحن الآن على بعد خمسة أشهر ونصف من المهلة النهائية التي حددها القرار!
وفي نفس المادة الرابعة، كان من ضمن المهام (‌أ. تحديد حجم وفود المجموعات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.)

كلنا نعرف أن اللجنة الفنية خاضت عراكل طويلا، حول هذه النقطة تحديدا، وفشلت في التحاور فيما بينها، وأوكلت المهمة لجمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة، وهو من حدد حجم مشاركة المجموعات، والتي بدورها أيضا تعتبر فاشلة إذ ساوت بين حزب عريق كالإشتراكي، مع جماعة مسلحة استنزفت الدولة في ستة حروب، ألا يعتبر هذا دليلا قاطعا لفشل اللجنة، إذ أن هذه النقطة من أهم ما كان يجب أن تتفق عليه، والتوصل إلى حل مُرض للجميع.

أيضا من ضمن المهام (تحديد آلية إختيار أعضاء مؤتمر الحوار الوطنى ومعايير أهليتهم)، لم يكن هنالك أي آليات واضحة أو محددة ليتم بموجبها الإختيار، وهذا الفشل أدى إلى قضايا أخرى قد تكون سببا في فشل مؤتمر الحوار برمته، فهانحن نرى اليوم من شارك في عمليات قتل شباب الثورة، ومن دعى الرئيس السابق لإحراق شباب الثورة، ومن كان سببا في فشل الثورة، هؤلاء جميعهم نشاهدهم على رأس القوائم المشاركة في الحوار!! والأهم في هذا هو آلية إختيار الشباب المستقل، وكم صاحبها من تسريبات، وإختفاء لعدد كبير من الإستمارات التي قُدّمت، فضلا عن أن اللجنة،رغم هذا كله، فشلت في التحاور والتوافق على قوائم الشباب المستقل، الذين هم وقود الثورة وبسببهم جاءت اللجنة نفسها، وتم رفع ذلك للرئيس هادي الذي لم يعلن حتى كتابة المقال (قبل مؤتمر الحوار بثلاثة أيام)، أسماء ممثلي الشباب، أم أنه سينتظر حسب نص القرار في المادة (7) ستة أسابيع بعد صدور التقرير النهائي للجنة الفنية الذي كان من المفترض أن يكون في 15 نوفمبر 2012م، طبعا هذا مستحيل!

وفي الجانب الإعلامي، لاشك أن اللجنة فشلت فشلا ذريعا، إذ تحولت الصفحة الشخصية للناطقة الرسمية بإسم اللجنة في الفيسبوك، إلى مركز إعلامي، صفحة لاتخلو من الكلام البذيء والمشادات والنقاشات التي تسيء للجنة أولا، كان الأحرى أن يتم إنشاء موقع إلكترونيا خاصا باللجنة، بالإضافة إلى صفحات في الشبكات الإجتماعية، صفحات محايدة لاتعبر عن آراء شخصية، مثلا ليس عليك أن تتابع صفحة أمل الباشا في الفيسبوك، لترى منشورا عن اللجنة الفنية، وعشرات المنشورات لآراء وأغاني ونكات أمل الباشا، حتى الصفحة التي بإسم اللجنة في الفيسبوك، فيها إعجابات بصفحات أخرى كشركات لبيع الأحذية،لا أدري ماعلاقة ذلك باللجنة اللفنية؟

أيضا عندما تم نشر إستمارات الشباب على الإنترنت، لم تجد اللجنة في فضاء الإنترنت الواسع إلا موقعا واحدا يحدد عدد مرات التحميل للملف الواحد في اليوم الواحد بعدد قليل يوميا، رغم أن الإنترنت يمتلئ بالاف المواقع التي تخدم خدمة الرفع والتحميل مجانا دون قيد أو شرط، ماهو سر العلاقة مع هذا الموقع؟ لا أدري!

وبالإضافة إلى ماسبق، فقد حدثت إستقالات في اللجنة، ومشاتمات ومن زعل كان ينسحب أو يعتصم في بيته، لقد أتضح أن اللجنة تفتقر إلى أبسط مبادئ الحوار، فيما بينها على الأقل، بالإضافة إلى تغيب بعض الأعضاء عن أكثر من 70 % من الجلسات، دون أن يتم إستبدالهم، رغم أن غيرهم أحق بالمشاركة، وكلنا يعلم أن من كان يعمل يجد من أجل إنجاح مهام اللجنة أعدادهم لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة.

ولو تحدثنا عن النقاط العشرين التي رفعتها اللجنة كإجراءات ضرورية للتمهيد للحوار، ورغم أنها كانت مجرد هرطقة إعلامية، لم ينفذ منها شيئا إلا أنني أكتفي بالتعليق على هذا بما ذكره الدكتور على مهيوب العسلي في أحد مقالاته إذ قال : " لقد اتضح لي أن اللجنة الفنية للحوار قد أغفلت ثورة الشباب وتضحياتهم، وركزت فقط على ما يلبي رغبات القوى السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية."

أما يدور هذه الأيام من التحضيرات الإدارية واللوجيسيتة للمؤتمر، ونحن على بعد 3 أيام من مؤتمر الحوار، لم يتم الإنتهاء من أي تجهيزات، الأمر يسير بدرجة عالية من السرعة، والعمل ليل نهار، في آخر أسبوع، بالتأكيد مايتم إنجازه بتخطيط سليم وبهدوء، سيكون متقنا وماعدا ذلك فهو (لفلفة) أو (تمشية حال)!

وختاما أتذكر ماقاله صديقي الأستاذ علي الشريف " للعلم ان ما يسمى اللجنه الفنيه للحوار ليست فنيه ولا هم يحزنون ولا تمتلك من المؤهلات الفنيه سوى المكارحه السياسيه والحزبيه فيما بينهم وبينهم وبين الاخرين والقدره على السطو على المقاعد واخفاء استمارات المتقدمين للحوار والادعاء انها ضاعت وكل أعمال الهيكله في اللجنه الفنيه تم أعدادها من قبل فريق جمال بن عمر"

وما ذكرته هنا ليس دعوة لليأس، بقدر ماهو دعوة للتأمل، كيف أن ثلة من عقول السياسة المتحجرة، تعبث بمستقبل أمة! لك الله يابلد.

زر الذهاب إلى الأعلى