بالصدفة وقع في يدي كتاب مصور وانيق وفاخر الطباعة تحوي صفحاته صورا جميلة من وادي دوعن بحضرموت.. والكتاب من تقديم وتمويل رجل الاعمال المعروف المهندس عبدالله بقشان.
واحتوى الكتاب على مقدمة صغيرة تتحدث عن الجذر اللغوي لمعنى كلمة دوعن حيث قالت المقدمة ان دوعن كلمة فارسية مركب من كلمتين "دو" و"عن" وفسروا أن كلمة دو هي فارسية وتعني اثنين..
ومع تسليمنا بأن اللغة العربية داخلتها مفردات اعجمية عديدة فارسية وتركية وغيرها الا ان ذلك اقتصر على اسماء بعض الفواكه والمنسوجات والحلويات ولم يصل قط إلى تسمية الاماكن.. وأين في واحدة أحصن حصون العروبة حضرموت التي أمدت العالم بالمهاجرين والفن والفكر والادب ليدعي البعض الان ان تسمية واديها الاعظم دوعن هي تسمية فارسية!!
ولكن لا عجب فقد نسبت مقدمة الكتاب المصور معلوماتها إلى مراجع ضحلة لمؤرخين لا يستطيع بعضهم انكار اصله الفارسي ولكن العجب هو ان تمر هذه المغالطة العلمية على فريق اعداد الكتاب وعلى التاجر بقشان الذي يبذل الغالي والرخيص من اجل تمثيل بقعة غالية من حضرموت يجهل هو اصل تسميتها.
ولبقشان وامثاله نقول اياكم ان تقعوا في افخاخ المشروع الإيراني البغيض الذي يريد خيمنة اليمن وفرسنة حضرموت والاجهاز على كامل الجزيرة العربية تسبقه مجموعة من المغالطات التي تريد ان تثبت ان لها ماضيا في هذه الارض.
ولبقشان وللتاريخ نورد هنا الاصل العربي الصحيح لمفردة دوعن إذ دوعن من "دوع" وهو الوادي باللغة الحميرية ولأنه واديان فقد قيل دوعان مع ألف الاثنين. ولسهولة النطق أصبح "دوعن".
- باحثة في التاريخ الحضرمي إبان الفترة الحميرية