[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الحوار خيار العقلاء

اتجهت أنظار العالم أمس إلى اليمن وهو يعبر بحلم التغيير إلى الترجمة العملية لهذا الحلم على أرض الواقع من خلال جمعه الشعب اليمني بأطيافه ومكوناته وتوجهاته، قبائلَ وأحزابًا، رجالاً و نساءًا ليشهد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي يشكل نقطة تحول في تاريخ اليمن والانتقال عبر هذا الجسر الآمن إلى مرحلة الأمن والاستقرار بعد سلسلة العواصف والحروب التي ظل يواجهها على مر سنين طويلة على أمل أن يتمكن الشعب اليمني من خلال هذا المؤتمر من الدخول إلى مرحلة السلم الأهلي والاستقرار وإعادة الإعمار والازدهار.

حيث تسود أجواء التفاؤل والاستبشار المنطقة والعالم بأن يتكلل المؤتمر بالنجاح لاسيما بعد أن نالت ثورة الربيع العربي في اليمن إعجاب العالم كله بما انتهت إليه من توافق بين أطراف الصراع من خلال الاستجابة إلى نداء العقل بالالتفاف حول المبادرة الخليجية بما جنب البلاد مخاطر الانزلاق نحو كوارث ومضاعفات استمرار النزاع بكل كوارثه ومآسيه.

قد لا يكون هذا المؤتمرالحاشد الذي بدأ أعماله أمس في صنعاء الأول، فقد سبقه العديد من المؤتمرات الحوارية في اليمن وخارج اليمن، لكن هذا المؤتمر يختلف عنها جميعًا باعتباره الأضخم والأوسع والأهم في تاريخ اليمن الحديث لما هو مؤمل منه من تحديد مسار مستقبل اليمن، ومستقبل أجياله والأجيال القادمة.

بما يتطلب من كافة المشاركين في المؤتمر استشعار حجم وضخامة المسؤولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقهم، وما يستوجبه ذلك من التحلي بقيم التسامح والتصالح، والتعاطي مع القضايا الخلافية بصدور رحبة وعقول متفتحة تطلعًا نحو تغليب المصلحة الوطنية العليا وإنقاذ اليمن من المخططات الخبيثة التي تحاك ضده من قبل أطراف خارجية تغذي الفتن الطائفية والنزعات الانفصالية. إن كل بلدان وشعوب العالم تراهن اليوم وتعول على نجاح هذا المؤتمر.

وأن تسارع القوى والأحزاب السياسية التي لم تشارك فيه أمس بسرعة الانضمام إليه حتى يصبح هذا المؤتمر بما سيسفر عنه من نتائج إيجابية -إن شاء الله- عنوانًا لليمن الجديد، اليمن الموحد الناهض الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة، وتجمعه بدول الجوار أواصر الإخاء والصداقة والتعاون بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة بأسره.

زر الذهاب إلى الأعلى