رغم محاولتي الحثيثة إقناع نفسي بالتعايش مع جماعة الرفاق: رفاق كارل ماركس أو ماو تسي تونغ؛ كفئة يمنية مؤدلجة الفكر والسياسة، ورفاق حسن بن صباح(شيخ الجبل) أو حسن نصر الله كفئة يمنية تبحث عن سراب كيانٍ مؤدلج، وتتقاسمان معا تمزيق الجسد اليمني أشتاتا؛ إلا أنني في كل مرة أفشل والحمد لله على ذلك الفشل!!
يقول برنارد لويس في كتابه:" الحشاشون.. فرقة ثورية في تاريخ الإسلام" إن كلمة "رفاق" كانت مستخدمة في أوساط هذه الجماعة للتعبير عن معنى الشريك أو الصديق، وأن هذه الجماعة ائتلاف شيعي إسماعيلي دموي قطنت ونشطت في قلعة "ألمُوت" في شمال فارس خلال منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، ثم وصلت إلى بلاد الشام.
فماذا يجمع هؤلاء الرفاق، اليوم؟
منذ بداية الثورة الشبابية فبراير 2011م، ينادي الاشتراكيون والحوثيون -معا- بالاعتذار، وكلٌ ينصف الآخر ويؤازره كما لو كانوا أصحاب قضية واحدة، كما لا ينفك أحد منهم في التلويح بتقرير المصير أو التصريح به تحت أي صفة، وهو ما يعني: الانسلاخ عن الجسد اليمني الموحد عام 1990م وتحويله إلى صورة مهشمة مجزأة، نصفها الأول كاللتي تُرى في لبنان ونصفها الآخر كاللتي تُرى في السودان.
هنالك عامل مشترك آخر هو: الدموية المختبئة وراء مدارك الحواس الخمس؛ فتراهم يسلكون مسلك الحشاشين بل وأبرع منهم أسلوبا ورجالا، ونحن نتخبط بحثا عن الجناة كمثل ذلك الذي مسته الشياطين في الأرض حيران!!
قولوا لهم -أيها االوطنيون الوحدويون الأحرار- بأقوى قوة: حتى وإن وافقتكم الأقدار والظروف؛ فإن للوطن رجالاً لن يجعلوكم تهنأوا بغنيمة الخديعة.
وإن القادم أمرّ.