حين يكون الحوار مفهوما إنسانيا ومشروعا وطنيا يكون الحضور ممثلا للطيف الوطني بكل شرائحه الإجتماعية وقواه السياسية والمدنية ويكون الفعل وسيلة حضارية محققاً لغاية وطنية تلبي مطتلبات المواطن وأهداف الوطن وإن يحضر بلال مؤذنا في مؤتمر الحوار الوطني بصوت الحرية.
هنا تكمن مفاهيم الحرية وقدسية الروح الوطنية وتغيب تلك المفاهيم المطاطية التي تنم عن الفئوية بمسميات ومفاهيم سوقية وسلوك إجتماعي غير حضاري.
فبعد اليوم لا قبول لثقافة التعالي ممثلة بالجهوية الكرتونية والتي تحاول عبثاً ممارسة التمييز بين مكونات المجتمع بنظرة قاصرة ورؤية طبقية نكرة فذا علان من الناس لايتساوى في الحق والواجب مع نشوان من البشر لأنه خُلق بفطرة ربانية ببشرة سوداء وأنف واسع وشعر مجعد وقلب أبيض كالوطن ونعمان من فئة المهمشين وزعطان من فئة المبجلين.
كل هذه الأعراف الجاهلية لن يكن لها بعد اليوم مكان تأوي إليه من الحقيقة ولا عاصم لها من مفهموم المواطنة المتساوية والحرية قال تعالى:(إن أكرم عند الله أتقاكم..) -الآية-. وإن أشرفكم عند الوطن من لم تتلوث يداه بالفساد وسرقة أموال الشعب والمتاجرة بحقوق المواطنين في سوف الهبر.
فمرحى بلال .. نعمان قايد الحذيفي ممثلاً لشريحة الكادحين في وطني من ذوي البشرة السوداء ومؤذناً في مؤتمر الحوار الوطني !! مرحى بك يا صديقي بلال اليمن وصوت الحرية التي لاتقف إلا عند حدود الثوابت الوطنية والقيم الإنسانية.
أنها لمفارقة عجيبة .!! في وطني أن يكون من يحمل بيده المكنسة لينظف شوارع المدن من مخلفات المتخلفين يُطلق عليه مهمش بلهجة التعالي المزكمة للأنوف بل ويحمل في اليد الأخر قلم يرسم به لوحة جميلة في هام الوطن حل مكانه في الوطيفة العامة الورم.
حقاً أنتم المهمشون يا من سلبتم الوطن كرامته وتاجرتم بسيادته وقراره السياسي في أسواق النفط وملاهي الحقائب الدبلوليلية فتبت أياديكم وأكرم بالسواعد السمراء
صدقت أيها اليماني الأسمر صديقي بلال..
أن الفوضئ الخلاقة تنتج التخلف وتستهلك العنصرية أن الإستبداد غباء يمارسه فاقدي الحس الوطني وتصدره الأنظمة الأسرية والقبلية كي تحافظ على مصالحها على حساب المصالح العامة ها قد اسمعتهم يا صديقي بلال..
من على منبر الحوار مخاطباً إياهم بأن العنصرية مرض والتمييز ثقافة عفى عليها الزمن ،وأن تسول الأحزاب السلطوية لأصوات الكادحين من أبناء الشعب في مواسم بيع الكراسي ،وحصد المناصب لن يجدي حزباً بعد اليوم فمن مارس ضدك الإقصاء بالأمس لن يكون جدير بصوتك في الغد لصنع مستقبل اليمن ،وتحقيق تطلعات المواطنيين في الأمن والإستقرار والتنمية وتفعيل ثقافة قانونية تجسد روح المساواة فيجب على الجميع أن يكون على قدر كبير من الإستيعاب لعملية التغيير ومضامينه الوطنية الثورية والتعامل مع الواقع على أساس الإستيعاب للجميع.
وكأني بك يا صديقي بلال ومؤذن مؤتمر الحوار تقول للجميع ها نحن هنا نحمل هم الوطن معاً فلا ذاك يعلو وذا يقتات حرمان ،ولا سعيد شيخ ووزير وإبن أمير ومسعود يدلي بالصوت ويحمل صورة الزعيم فلقد إستنتجتُ يا صديقي وأخي بلال من وقفتك على المنبر شموخ الإنسان الذي لأيخاق في قول الحق لومة لائم وفي خطابك إشارة تقول للجميع لسنا هنا بحاجة لثورة كتلك التي قام بها فكراً مارتن لوثر كنج بل نحن نجسد نضال سلمي نستلهم فيه نضال نلسن ماندلا ،ولنا في رسول الله قدوة حسنة كمجتمع يمني عربي مسلم التقوى فيه ميزان بين الناس والحوار مسار على طريق المساوات وبناء الوطن وعند هذه الحقيقة يا صديقي بلال ..
يُكرم نعمان الحذيفي أو يهان من لا يؤمن بالحوار وحرية الرأى والمواطنة المتساوية كفى عبثاً بالالقاب الحجرية ولهثاً بالمسميات الجهوية وتمترس خلف المزايدات بإحتكار الوصفات الوطنية .؟
وهنا نقف جميعاً بروح المسؤلية لنستمع للوطن ،وهو يطرح علينا من على منصة الحوار ومنبر العمل همومه وجراحاته ويرسم لنا تطلعات أبناؤه للمستقبل وحاجته الملحة للتغيير كضرورة حتمية لحل المشكلات التي تعيق تقدمه وتقف حائلاً دون إنطلاقه نحو التقدم ومواكبة المتغيرات العالمية في كل المجالات ،وهذا لن يتحقق إلا بتغليب المصالح العامة لليمن وقراءة تلك المعوقات بحس وطني ورصانة فكرية في المعالجة حسب الأولية ومن حيث الأهمية وهنا فقط سيدون التاريخ هذا المحطة الحوراية على صفحاته البيضاء للمشاركين في الحوار إن هم غلبوا مصلحة الوطن مالم فهناك صفحات سوداء ولعنات الشعب والتأريخ ستلاحق كل من إتى للتمحور وتمرير أجندة خاصة تضر بمستقبل اليمن وتهدد مصالحه العامة في الحرية والبناء والحداثة على أساس الوطن الواحد الذي لا تنفك عُراه الإجتماعية ولا تخرق سفينه الوحدوي الحضاري فلتكن يا صديقي بلال مؤذنا قادراً على إيصال الرسالة الوطنية ..
فالوطن يقول لك أرحنا بها يا بلال وجمعاً تقام صلاة الحوار الوطني في محراب اليمن وليكن السلام الحكمة والإيمان.