الحوار الوطني هو مشاركة منظمات المجتمع المدني و الشرائح الاجتماعية المختلفة للجلوس على طاولة واحدة لايجاد حلول واقعية للقضايا المتراكمة على مدى عقود ماضية واستحال حلها ، هذه القضايا تحول بعضها إلى جزء مستعصي على الحل نظرا لكثرة تراكمات مشاكلها وتعقيداتها مثل القضية الجنوبية التي تعتبر القضية الرئيسية لمؤتمر الحوار لانها صارت هي الهم الذي يواجه اليمن وهي التي ستحدد مستقبله.
أي حوار يجب أن تجتمع كل القوى على طاولته من اجل تقديم التصورات والرؤى للحلول السليمة و هناك فرق بين كل القوى وبين القائمين من الأفراد على هذه القوى ، قد يكون بعض هؤلاء القائمين وبحكم مراكزهم في صناعة القرار ان يكونوا هم من أنتجوا تلك القضايا والمشاكل كنتيجة طبيعية لسوء إدارتهم وفشلهم الذي خلف تراكمات سلبية أثرت على حياة الناس هذا ينطبق على حزب المؤتمر الشعبي العام وزعيمه الذي حكم اليمن لمدة 33 عام .
يوم جلس على الكرسي كان اليمن يمنان ويوم خرج بعد عمر طويل غادر واليمن يمنات ، هذا هو الاختصار الذي ندلل به على مدى اعتماد الحاكم على اتباع الفردية في اتخاذ القرار والاعتماد على الأشخاص الذين يدينون لشخصه بالطاعة كشرط أساسي وتجاهل أي شروط علمية وفنية مطلوبة للموقع الوظيفي بعد خروج الرئيس السابق من الحكم كرها .
خروجه يعد الحد الأقصى من الغضب الذي توصلت اليه قوى المجتمع وعبرت عنه بثورة شعبية عامة ، الثورة هذه تراكمت حممها البركانية لسنوات نتيجة لتراكم الفشل وادارة شئون البلد بالاعتماد على الفاشلين بعد جهود محلية وإقليمية ودولية انعقد مؤتمر الحوار الوطني وهو الذي نصت عليه المبادرة الخليجية ويحظى بإجماع وترقب محلي ملحوظ ودعم اقليمي ودولي.
مؤتمر الحوار هو الذي سيعتمد صيغة الحكم وشكل النظام السياسي وهو الذي سيحسم القضايا المصيرية وبشكل مؤدب ورومانسي، أتوقع ان نتائج الحوار ستهيئ الطريق للانفصال بشكل مقبول لكل الأطراف من خلال اعتماد مرحلة معينة كالفيدرالية لمدة محددة وقد يكون هناك اعتماد نظام الأقاليم ايضا لمدة محددة بعض الأطراف السياسية ،وخاصة التي خرجت بالإكراه الثوري والشعبي لم ترضى بالحوار حلا للمشاكل التي خلفتها ليس لان هذا الطرف خجول من ممارساته السيئة ولكن لان الحوار قد يؤدي بها إلى ما هو أبعد من ذلك ،وقد تنال عقوبات وإجراءات صارمة هذا الطرف هو الذي يسعى إلى عرقلة الحوار ومعه بعض الأطراف التي تتناغم معه لدوافع سياسية ومصالح مادية ونظرا لما يمتلكه هذا الطرف من نفوذ وتأثير استطاع ان يفرض الأشخاص الذين كانوا سببا لكثير من المشاكل وسببا رئيسيا في الفشل وكان هؤلاء مادة للغضب الشعبي وبعضهم مارس القتل بصورة أو بأخرى .
وجود هذه العناصر وقبول الرئيس هادي بتعيين هؤلاء ضمن قوائم الحوار يعد قبولا لتفخيخ مؤتمر الحوار الوطني وإصرار زعيم المؤتمر على ان يكونوا ضمن قائمته تمثل خطوة استباقية لتوفير نقطة الفشل التي قد يتوقف الكل عندها تصرفات هؤلاء الأشخاص داخل قاعة الحوار يمثل تصرفا مقصودا لإحداث ضجة معينة وقد يكونوا هؤلاء مصدر لضجات يومية تربك المتحاورين وتبعدهم عن القضايا الرئيسية.
هذا التفخيخ اعتمده الرئيس هادي بقرار جمهوري نزولا عند ضغوطات مارسها الزعيم عليه المفخخات كثيرة والمطبات أكثر وما نريده هو تنقية الأجواء من هذه المفخخات والمطبات ووجود الشخصيات التي كان لها علاقة مباشرة خلال ايام الثورة في المؤتمر يعتبر عملا استباقيا لممارسة دورا مشابها وان بصورة أخرى ، والرئيس هادي هو صاحب القرار بإزالة أو تهذيب هذه العناصر لمقتضيات المصلحة العامة .. ودمتم